|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
#1
|
||||||||
|
||||||||
الَّلبِنة الأُولى { إقرأ }
الَّلبِنة الأُولى { إقرأ }
كانَ الظَّنُ أن يكونَ أولَ حديثٍ بَينَ الله و بينَ القَلبِ الباحث حتى الوجع عن الحقيقة { إنَّني أنا اللهُ لا إله إلّا أنا فاعبُدني و أقِم الصلّاةَ لِذكّري } .. أو رُبّما كانَ الظَّنُ أَن يَكونَ أولَ أمرٍ لٍمحمد أن يَصدحَ بالقولِ أمَامَ قَومِه إنّي { عبدُ الله آتاني الكتاب و جَعَلَني نبيّا } .. لكن البداية كانت مختلفة ؛ لأنَّ مُهمة مُحمد ستكونُ مختلفةً ، و النهايات الجليلة تكون للبدايات الثقيلة ! { إقرأ } فقط .. و بِها وَحدَها يا محمد سَنَمحو كُلَّ فُصولِ الجَفافِ و تاريخ أُمّةٍ كان وَزنُها هَباء ! .. و نَعلو بك الى قمّة { و إنّه لَذِكرٌ لَكَ و لِقومِك } .. قومك الغائبون في سراديبِ المَوتِ و النّسيان .. { اقرأ } .. وحدها من ستُعلّم الأَعرابَ كيف يُصبح لخُطواتهم على الرِّمالِ صدىً تهتزُّ له عُروش الحضارات المُمتدة على فَقرِنا و جَهلِنا.. { اقرأ } .. وحدها من ستَكتُبُ لكم حُضوركم في كلِّ تفاصيل التّاريخ و تَفاصيل النّعيم في عِليّين ! { اقرأ }.. و ليس بين يدي مُحمد صحيفةً و لا قَلَماً و لا { ما يسطرون } .. { اقرأ } .. و عقلُ محمد يلتفِتُ فلا يَرى إلا غاراً و رمالاً و فراغاً يلتهمُ صدى قومه و يُبقيهم في المجهول .! { اقرأ } .. و مال محمد و هذا النداء .. { اقرأ } و تتوالى عبارات من السَّماء لا تَعني العقل العربي .. { علّم بالقلم } {إقرأ }.. و لا تُعجِزك أُمّيَّتُك .. { اقرأ } يا محمد أنت و أُمّتك قراءةٌ هي أعلى من التَهجِئة و إقامة الحروف .. وتنبّه { لا تُحرّك به لسانك لتعجل به } .. لأنّا { سنُقرِئُكَ } .. فما ماتَ النّبي محمد إلا و قد قَرَأَ القرآن قراءَةَ التّفعيل و التّأويل ! إذ قالت عائشةُ في وصفِ حياتِه : { كان يتأوّل القرآن } أي يُفسِّره سُلوكاً و يَتذوَّقه مَعاشاً ! {إقرأ }يا محمد .. فَهي وَحدَها من سَتَقلِبُ الوثنيَّةَ و تُفقِد الأصنام ثَباتَها و تمنَحُك نِهايةَ نشيدها { قُل جاءَ الحقُّ و زَهقَ الباطل إنَّ الباطلَ كان زَهُوقا } .. {إقرأ } يا محمد .. فبها وَحدَها سَتَرتَفِعُ المَرأَةَ من حالَةِ { وإذَ المَؤودةُ سُئِلت } إلى مَقامِ { قَد سَمِع اللهُ قَولَ الّتي تُجادِلُك في زوجها } .. و سَينتهي زَمنُ الإستِضعاف .! و تُصبح " لَبِنَةَ " إحدى الإماء التي سُبِيَت في زمنِ الفُتوحات عالمةَ الرّياضيّاتِ واللّغة في في جامعةِ قُرطبة أشهر جامعةٍ علميّة في القارّةِ الأوروبيّة ! وَ يَذكُر لها التّاريخ أنها كانت تَسيرُ في الـطُرقات فَتُعلِّمَ الصِّغار الحِساب لأنَّها فَقِهَت أنَّ أول التّنزيل كان { اقرأ } ! {إقرأ } .. فبها وحدها سيُبنَى بَيتُ الحِكمة في بغداد ... و بها وحدها سَيكتُب إبن الجوزيِّ بِأصابعه ألفي مُجلد ثم يَجمعُ بَرّايات أقلامهِ و يأمر أن يُسخُّن بها ماءَ تغسيله إذا مات ؛ لأنَّ الله يُحبُّ القَلَم ! {إقرأ} وأخواتها من {ن والقلم } حتى { الرحمن ، عَلَّمَ القُرآن ، خلق الانسان ، علَّمهُ البَيان } هي التي جَعلت إبن عقيل يقول وأنا في الثمانين من عُمري أنشطُ في طَلبِ العِلم ممّا كُنتُ في العِشرين ، و ما ماتَ حتى سطَّر لنا آلاف الأوراق في العلم ! {إقرأ } حتى تعبُدَ الله { على بصيرةٍ } .. {اقرأ } و سيمَنُحكَ الفَهمَ { رَبُّك الأَكرم } ! {إقرأ }كي تبلغَ مقام { لِتكونوا شُهداء على النّاس } ؛ كُلّ النّاسِ من المَشرقِ حتى المَغرب ! {اقرأ } وبِها كان البِدءُ و لن يَصلُحَ الحال إلا بما كان به أولُ الأمرِ .. لو أنَّ الأُمَّةَ تَفطَنُ كيف بدأ التّنزيلُ و كيف صار التّشكيلُ و بماذا بدأ الله أول كلمةٍ في مسيرة التغيير ! { اقرأ } و لا تَهذُ القرآنَ هذا هذا .. فإن َّهذا القُرآن جاءَ لِتُجاهِدهم { به جِهاداً كَبيرا } .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
|
|