|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
#1
|
||||||||
|
||||||||
أوصاف القرآن (3) الكريم
أوصاف القرآن (3) الكريم
أوصاف القرآن (3) الكريم إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ, نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ, وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا, وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا, مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد: ♦ معنى «الكريم» في اللغة: جاءت لفظة: «الكريم» في اللُّغة بمعانٍ عِدَّة نأخذ منها ما له صلة بموضوعنا: فقد عرَّفها ابنُ فارس بقوله: «الكاف والراء والميم أصلٌ صحيح له بابان: أحدهما شَرَفٌ في الشَّيء في نفسِه أو شرفٌ في خُلُق من الأخلاق. يقال: رجلٌ كريم، وفرسٌ كريم، ونبات كريم، وأكرَمَ الرَّجلُ، إذا أتى بأولادٍ كرام، واستَكْرَمَ: اتَّخَذَ عِلْقماً كريماً، وكَرُم السَّحابُ: أَتَى بالغَيث، وأرضٌ مكرُمةٌ للنَّبات، إذا كانت جيِّدة النبات. والكَرَم في الخُلُق: يقال هو الصَّفح عن ذنبِ المُذنب، قال عبدُ الله بنُ مسلِم بن قُتيبة: الكريم: الصَّفوح، واللهُ تعالى هو الكريم الصَّفوح عن ذُنوب عبادِه المؤمنين»[1]. والكريم: من أسماء الله الحسنى، وهو الجواد المُعْطي الذي لا يَنْفَدُ عَطاؤه، وهو الكريم المُطْلَق، والكريم الجامع لأنواع الشَّرَف والفضائل. قال صلّى الله عليه وسلّم: «الكريمُ، ابْنُ الكَرِيمِ، ابنِ الكَرِيمِ، ابنِ الكَرِيمِ، يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ بنِ إسْحاقَ بنِ إِبْراهِيمَ»[2] . وسُمِّي يوسف - عليه السلام - بالكريم؛ لأنه اجتمع له شَرَفُ النُّبوة، والعلم، والجمال، والعِفَّة، وكَرَم الأخلاق، والعَدْل، ورئاسة الدُّنيا والدِّين. فهو نبيٌ ابن نبي ابن نبي ابن نبي، رابع أربعة في النُّبوَّة[3]. ♦ معنى «الكريم» وصفاً للقرآن: قال الله تعالى في وصف القرآن: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴾ [الواقعة: 75-77]. «والكريم: اسم جامع لما يُحْمَد، وذلك أن فيه البيان والهدى والحكمة وهو مُعظَّم عند الله عزّ وجل» [4]. «فهذا وَصْفٌ للقرآن بالرِّفعة على جميع الكتب حقاً، لا يستطيع المُخالِف طعناً فيه» [5]. فقد كَرَّمَه الله تعالى، وعَزَّهُ، ورَفَع قدرَه على جميع الكتب السَّابقة، وكرَّمه كذلك أن يكون سحراً أو كهانة أو كذباً [6]. ومن تكريم الله تعالى للقرآن: أنه أَقْسَمَ بالنُّجوم ومواقعها؛ أي: مساقطها في مغاربها، وما يُحدِثُ اللهُ تعالى في تلك الأوقات، من الحوادث الدَّالة على عظمته، وكبريائه، وتوحيده. ثم عظَّم هذا المُقْسَمَ به فقال: ﴿ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾ وفي الكلام تقديم وتأخير، تقديره: وإنه لقسم عظيم لو تعلمون عِظَمَه. وأمَّا المُقْسَم عليه فهو إثبات القرآن، وأنه حق لا ريب فيه، ولا شك يعتريه. وأنه كريم؛ أي: كثير الخير، غزير العلم، فكل خير وعلم فإنما يستفاد من كتاب الله تعالى ويستنبط منه [7]. والمعنى: «أُقْسِمُ بمواقع النُّجوم، إن هذا القرآنَ قرآنٌ كريم، ليس بسحر ولا كهانة، وليس بمفترى، بل هو قرآن كريم محمود، جعله اللهُ تعالى معجزةً لنبيه صلّى الله عليه وسلّم، وهو كريم على المؤمنين؛ لأنه كلامُ ربِّهم، وشفاءُ صدورهم؛ كريم على أهل السَّماء؛ لأنه تنزيلُ ربِّهم ووَحْيُه. وقيل: ﴿ كَرِيمٌ ﴾ أي: غير مخلوق. وقيل: ﴿ كَرِيمٌ ﴾ لِمَا فيه من كريم الأخلاق ومعالي الأمور. وقيل: لأنه يُكرَّم حافظه، ويُعظَّم قارئه»[8]. وفيما تقدَّم ذِكره مِنْ وَصْفِ القرآن بأنه «كريم» تتبيَّن عظمتُه وفخامتُه، وعلوُّ شأنه ومنزلتُه عند الله تعالى، حيث كَرَّمَه، وعَزَّه، ورفع قَدْرَه على جميع الكتب السَّابقة. فالحمد لله الكريمِ، الذي أنزل كتاباً كريماً، نزل به مَلَكٌ كريم، على نبيٍّ كريم، لأجلِ أمةٍ كريمة، فإذا اتَّبعوه وتمسَّكوا به نالوا ثواباً كريماً. قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا تُنذِرُ مَنْ اتَّبَعَ الذِّكْرَ [9] وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴾ [يس: 11] [10]. [1] معجم مقاييس اللغة (2/ 440)، مادة: «كرم». [2] رواه البخاري، (3/ 1444)، (ح4688). [3] انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (4/ 166، 167)، مادة: «كرم». لسان العرب (12/ 510)، مادة: «كرم». [4] زاد المسير (8/ 151). [5] التحرير والتنوير (27/ 304). [6] انظر: فتح القدير (5/ 160). [7] انظر: تفسير السعدي (5/ 168)، زاد المسير (8/ 151). [8] تفسير القرطبي (17/ 216). [9] والمراد بالذِّكر هنا: القرآن. [10] انظر: التفسير الكبير (2/ 17).
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لفظ (ضلل) في القرآن الكريم | نزف القلم | أحاسيس القران وعلومه | 16 | 16-Nov-2024 04:41 AM |
القرآن الكريم... | موفي الوافي | أحاسيس القران وعلومه | 9 | 13-Dec-2023 08:05 PM |
أوصاف القرآن (2) العزيز | الجرح | أحاسيس القران وعلومه | 17 | 15-Sep-2023 12:53 AM |
أوصاف القرآن (1) الحكيم | الجرح | أحاسيس القران وعلومه | 12 | 15-Sep-2023 12:52 AM |
لفظ (خشع) في القرآن الكريم | نزف القلم | أحاسيس القران وعلومه | 9 | 24-Aug-2023 05:22 PM |