لماذا نشرد كثيراً؟ !!

كثيراً ما تدور العديد من الأفكار في رأسنا، وتجعلنا مشوشين
ولا نستطيع التركيز في اتجاه أو مسألة معينة، وكثيراً ما ننظر
في الأفق البعيد دون هدف سوى اخذ استراحة من التفكير غير
النقي الذي يشوشه مسائل عده، وهذه الحالة غالباً ما تكون
حالة الشرود الذهني، والتي سنتناول البحث فيها لهذا المقال
من حيث التعريف بالمشكلة، من ثم بيان أسبابها، ونعرج
أخيرا على حلول لهذه المشكلة.

في البداية يمكن أن نعرف حالة الشرود الذهني أو التشتت
الذهني، والتي نقصد بها أن يفقد الشخص الإحساس بما
يدور حوله من كلام وأحاديث، فيصبح مغيباً عن المكان
والزمان، فيشعر كأنما هو في عالم آخر، وهو العالم الذي
يشغل باله سواء قضية أو أمر معين أو أي مشكلة جعلت
تفكيره ينصب عليها دون الإحساس بما يحيط به، ويفقد
تركيزه على الأحداث والأشخاص المحيطين.

وبالتأكيد هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الشرود الذهني،
يكمن المحور الأول في التسبب بهذه الحالة هو الانشغال بأمر ما
أو مشكلة معينة أخذت حيزاً كبيراً من تفكيرنا وجعلتنا لا نسيطر
على تركيزنا مما استحضر الشرود الذهني.

كما أن الخوف والقلق الذي يسيطر على الشخص من نتائج معينة
تجعله يشرد ويفقد التركيز، فمثلاً لو خضع شخص إلى فحوصات
لمرض خطير كالسرطان مثلاً، فيبقى الذهن مشغول وقلق بنتائج
الفحوصات إلى حين التحقق منها، وخلال الفترة السابقة للنتيجة
قد يسيطر القلق والشرود على الشخص الخاضع للفحص.

ومن الأسباب التي تسبب الشرود كذلك، التعب والإرهاق وعدم
النوم، كل هذه الحالات وما يشابهها تجعل الإنسان لا يسيطر
على تركيزه، وربما ينصب تفكيره بشكلٍ جلي على اخذ قسط
من الراحة أو النوم أو اخذ كوب من الأعشاب الطبيعية لإعادة
التوازن في التفكير.

كما قد يصاب الشخص بالشرود إذا كان متلقي للكلام في محاضرة
أو ندوة لأسباب تعود إلى الموضوع المطروح، مثل أن يكون هذا
الموضوع روتيني والمتلقي حفظه عن ظهر قلب مما ترتب عليه
انشغال المتلقي بأمر آخر، وحتى المتحدث في طريقة عرضه
للموضوع قد كون مملاً ولا يتواصل مع المستمعين بشكل مشجع
مما يؤدي إلى نفس النتيجة وهي الشرود أو الغرق في غفوة
لحين انتهاء العرض أو الحديث.

كما يمكن أن يؤدي المرض أو الإصابة بوعكة صحية إلى انشغال
الذهن وعدم التركيز في المحيط الخارجي للشخص، فينصب تركيز
المريض على الراحة والعودة إلى المنزل وعدم الانتباه إلى العمل
أو إلى الزملاء أثناء التحدث اليه.

ومن ناحية أخرى قد يكون الفرح الشديد أو انتظار أمر مفرح
أو مناسبة سعيدة سبباً من أسباب انشغال الذهن، وذلك في حال
الانتظار والترقب وتخيل الأحداث والعيش في حال الفرح الذي
يهيأ للشخص انه يعيشه في تلك اللحظة قبل وقوعه.

ولكي نتغلب على مشكلة الشرود الذهني فلا بد من القيام ببعض
الأمور الهامة، ولعل أهم هذه الأمور تنبع من العمل على إزالة
المسببات للشرود، فمثلاً إذا كنت مرهقاً أو مريضاً ومدعواً
إلى مقابلة معينة أو لديك التزام وظيفي معين، فاحرص على
اخذ قسط من الراحة قبل الإقدام على أي أمر، أو اخذ مسكنات
للألم، أو تناول مشروبات طبيعية مهدئة كالشاي الأخضر
أو اليانسون وما إلى ذلك.

كما تعتبر عملية إزالة مؤثرات أو مشغلات الذهن من الأشياء
الهامة التي تساعد على التركيز، فمثلاً إذا كنت في العمل
احرص على إزالة أي فوضى على المكتب، امسح المكتب
بملطف ذو رائحة منعشة حتى لا يتشتت تفكيرك، احتسي
فنجاناً من القهوة، اضبط المكيف على درجة حرارة مناسبة؛
فارتفاع الحرارة أو انخفاضها بشكلٍ كبير قد يفقدك التركيز،
وينصب اهتمامك على التكيف مع درجة الحرارة تلك.

استعن بتدوين الملاحظات، فالكتابة تجعلك متيقظ الذهن
وتشدك إلى الموضوع أو الحديث الذي أنت في حضرته،
وذلك لان الكتابة تحتاج إلى التركيز والدقة، فتجبر على
التركيز

حـُـلم ,جوهره معجبون بهذا