إن مما ينبغى أن يكون عليه المسلم عمومًا التكافل والتراحم مع الفقراء، فيراعى غيره ممن هم فى حاجةٍ وضيق، وهذا كان خُلُقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِى رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِى كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ». «أخرجه البخارى ومسلم».
ويلاحظ هنا فى هذا التشبيه الرائع لإنفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوده بأنه كالريح المرسلة «أمورٌ ثلاثة»: فالريح المرسلة «متعاقبة – تشمل الكل – السرعة»، وهكذا ينبغى أن يكون المسلم فى إنفاقه وجوده، وأن يكون فى ذلك كلِّه مبتغيًا به وجه الله عز وجل.
وبالنظر فى واقعنا المعاصر، فإن من ثقافة المواساة وصناعة المعروف: إغاثة المرضى، ومساعدة الفقراء والمساكين وأصحاب الأعمال المؤقتة وغير المنتظمة أو العاملين بالأجور اليومية، وما يتعلق بالمستشفيات من توفير الأدوات والمستلزمات الطبية وأدوات الوقاية، والمساعدات الفورية للعلاج ولحفظ الإنسان وصيانته ووقايته من سائر الأمراض، ومن ثمّ فإن الصدقات هى من آكد وجوه الإنفاق فى هذه الآونة التى تشتد فيها حاجة هؤلاء إلى المعونة العاجلة، وهو واجب الوقت الذى يتعين أداؤه.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
[,iv hgHoghr wkhum hgluv,t