|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
ربنا لك الحمد ملء السماوات والأرض
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ:
((رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْء السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمِلْء مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ)). وفي حديث عَبْدَاللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه: ((اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ...اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ، اللَّهُمَّ! طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الْوَسَخِ))؛ رواهما مسلم. ولمسلم أيضًا من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ وحديث عَبْدِاللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: ((اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ...)). تخريج الحديث: حديث أبي سعيد أخرجه مسلم (477)، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود في كتاب "الصلاة" "باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع" (847)، وأخرجه النسائي في كتاب "التطبيق" "باب ما يقول في قيامه ذلك" (1067). وحديث عبدالله بن أبي أوفى أخرجه مسلم (476)، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود في كتاب "الصلاة" "باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع" (846)، وأخرجه ابن ماجه في كتاب" إقامة الصلاة والسنة فيها" "باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع" (878). وحديث ابن عباس أخرجه مسلم (478)، وانفرد به البخاري، وأخرجه النسائي في كتاب "التطبيق" "باب ما يقوله في قيامه ذلك" (1065). شرح ألفاظ الأحاديث: "مِلْءُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ": ملء: بالنصب والرفع، والنصب أشهر، والمعنى: لو كان الحمد جسمًا لملأ السماوات والأرض، والمقصود: التمثيل والتقريب لبيان تعظيم الحمد وتفخيم شأنه. "وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ": عبارة يراد بها أن حمد الله تعالى لا منتهى له، ولا يحصيه عادٌّ، فأحال الأمر إلى مشيئة الله تعالى التي لا منتهى لها. "أَهْلُ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ": الثناء هو المدح بالأوصاف الكاملة، والمجد: هو العظمة ونهاية الشرف. "أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ"؛ أي: ما سبق من الحمد والثناء هو أصدق ما قال العبد وأثبته. "اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ"؛ أي: إن قضاءك هو النافذ، فما قدَّرت عطاءه وُجِد، وما قدَّرْت منعه لا يوجد؛ قال تعالى: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2]. "وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ": الجَدُّ: بفتح الجيم؛ وهو الحظُّ والغِنى، و(من) بمعنى: عند، والمعنى: لا ينفع صاحب الغِنى عندك غناه ولا حظُّه؛ وإنما ينفعه العمل بطاعتك. "اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ": هذا أسلوب استعارة المراد به المبالغة في الطهارة من الذنوب وغيرها؛ حيث شبَّه التوبة والندم والاستغفار بالثلج والماء البارد والبرد بجامع التطهير، والمعنى: طهِّرني من ذنوبي بالتوبة والاستغفار والندم التي هي في تطهير ذنوبي؛ كالثلج والبرد والماء البارد في تطهير الثياب. "اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا": قال النووي: "يحتمل أن يكون الجمع بينهما كما قال بعض المفسرين في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ﴾ [النساء: 112]، قال: الخطيئة: المعصية بين العبد وبين الله تعالى، والإثم: بينه وبين الآدمي"؛ [شرح مسلم (4 /417)]. "كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الْوَسَخِ ": رواها بعض الرواة عند مسلم بلفظ (الدرن)، وبعضهم بلفظ (الدنس) والمعنى واحد؛ أي: طهِّرني طهارة كاملة ذات عناية كما يُعتنى بتنقية الثوب الأبيض من الوسخ. من فوائد الحديث: الفائدة الأولى: الأحاديث دليلٌ على مشروعية هذا الذكر بعد الرفع من الركوع للإمام والمنفرد والمأموم وفي الفرض والنفل، لِما فيه من الحمد والثناء وكمال التفويض، والقدرة والعظمة لله سبحانه وتعالى ومن جاء بهذا الذكر حقَّق الطمأنينة المرادة في هذا الركن خلافًا لمن يتعجَّل فيه. الفائدة الثانية: عِظَم الكلمات التي اشتمل عليها هذا الذكر لما فيه من الحمد والثناء والتفويض إلى الله تعالى والاعتراف بوحدانيَّته، وأن الحول والقوة والخير منه تعالى؛ ولذا قال عن هذا الذكر: ((أحَقُّ ما قاله العبد)). الفائدة الثالثة: الحديث دليلٌ على بعض الصِّيَغ الواردة في الحمد بعد الرفع من الركوع، ففي أحاديث الباب "ربنا لك الحمد" و"اللهم ربنا ولك الحمد"، وفي الصحيحين: "ربنا ولك الحمد"، و"اللهم ربَّنا ولك الحمد"، هذه أربعة صيغ وتقدَّم ذكرُها.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تفسير: (ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض | الحر | أحاسيس القران وعلومه | 28 | 25-Nov-2023 10:03 AM |