|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
وانغلق الباب :
أحقاًّ انغلق الباب ؟ أحقاًّ رحل بلا إياب ؟ أحقاًّ وارا القمر التراب ؟ نعم كل هذا حصل ولن تراه إلى يوم الحساب فاصبر فإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب . أبي لن أصف حالي عندما دخلت إلى المغسلة ورأيتك مسجى ولن أصف حالي كذلك عندما رأيتك محمولاً فوق الأعناق وعندما واروك القبر وأهالوا عليك التراب فهذا مالا أستطيع وصفه لأنه فوق الاحتمال . أبتاه سآتي إلى المسجد ولن أراك كما كنت فيما مضى متكئاً على الروضة تقرأ في الذكر الحكيم أو ساجداً تناجي ربك أو رافعاً أكفك تطلب ما عند مولاك من خير ورحمة ولن أقبل رأسك بعد الصلاة وأمازحك قليلاً فتضحك وتقول حفظك الله يا بني ولا فجعني بك وعجل لك بما سألته من خير ورزق ورحمة . سآتي إلى البيت يا أبي ولن أراك تحتسي قهوة المساء ولن تعرضها علي كما كنت تفعل عادة لأنك رحلت رحيلاً أبدياًّ لا أوبة لك منه . سآتي وسأرى مكانك خالياً لا أثر لك فيه إلا بقايا من ذكرى تؤجج شوقي إليك . سآتي ولن أسمع كلمة أهلاً بك يابني أين أنت ولماذا تأخرت (وأنا الذي كنت أسامرك وأتناول العشاء معك) . أبتاه سيبكيك أصحابك المقربون أبو أحمد وأبو خالد كما بكيت من قبل ابنك وفلذة كبدك عبدالله وصديق عمرك محمد أبو رميان وسيبكيك الحرم الذي كثيراً ما وطئته قدماك رغم كبر سنك رغبة في ثواب الله وطمعاً بنيل رحمته . ستبكيك روضة خريم وصعافيق والصمان ووادي الغضا ونقرة غراب التي كنت ترتادها بصحبة أخي علي والتي كثيراً ماطلبت مني الذهاب إليها معكما وليتني امتثلت أمرك فنحن لا نندم ولا نشعر بقيمة من نحب إلا بعد فقده . ستبكيك صلة الرحم التي كنت حريصاً عليها وصيام الإثنين والخميس وسلامة صدرك من الحقد والضغينة والصبر على اللأواء والمحن وسقم قلبك الذي جاوز الثلاثين عاماً والذي اكتشفته أنا بطريق الصدفة فطلبت مني ألا أحدث به أحداً ما دمت على قيد الحياة . سأفتقدك يا أبي وسأفتقد دعاءك الذي لن يبرح أذني ما حييت وفقك الله وأسعدك ورزقك رزقاً يغنيك ولا يبطرك وكذلك قصصك عن حياتك وحياة أسلافك التي تتحفني بها بين آن وآن والتي ما زلت أحفظها جميعاً . باختصار سأفتقد أبي محمد سليمان التويجري (أبا سليمان) رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى برحمته ولن يعيده إلي حنيني ورثائي . أبتاه وخالقي أني أكتب ما أكتب وأنا أغالب دمعي فاعذرني إذْ لم أرثك بالشعر فقد أردت أن أنطلق بلا حدود وأكتب ما يجيش بصدري من لوعة فقدك بلا قيد يقيدني من وزن أو قافية . أبتاه لم أكن أريد النطق بهذه الكلمة مهما طال بي العمر وامتدت الحياة ولكني أقولها الآن مرغماً لاطائعاً : رحمك الله يا أبي رحمك الله يا أبي رحمك الله يا أبي . 1433 هــــ ـــــ 2012 م .
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ذلك الباب اللعين.. | Wahid | •₪• خوآطر وهوآجيس قلم •₪• | 21 | 15-Nov-2023 06:15 PM |