كانملك في الزمان الأول وكان مثقلاً كثيراً الشحم لا ينتفع بنفسه ، فجمع المتطببين وقال : احتالوا إليّ بحيلة يخفّ عني لحمي هذا قليلاً قال : فما قدروا له على شيء ، فبعث له رجل عاقل أديب متطبب فأراه فبعث إليه وأشخصه فقال له : عالجني ولك الغنى ، قال : أصلح الله الملك أنا متطبب منجم دعني حتى أنظر الليلة في طالعك أي دواء يوافق طالعك فأسقيك ، قال : فغدا عليه فقال : أيها الملك الأمان؟ قال : لك الأمان. قال : رأيت طالعك يدل على أن الباقي من عمرك شهر فإن أحببت عالجتك وإن أردت بيان ذلك فاحسبني عندك فإن كان لقولي حقيقة فخل عني وإلا فاستقص مني قال : فحبسه.
⁉️ثم رفع الملك الملاهي واحتجب عن الناس وخلا وحده مهتماً كلما انسلخ يوم ازداد غماً حتى هزل وخف لحمه ومضى لذلك ثمان وعشرون يوماً فبعث إليه وأخرجه فقال : ما ترى؟ قال : أعز الله الملك ، أنا أهون على عزّ وجلّ من أن أعلم الغيب والله ما أعرف عمري فكيف أعرف عمرك !! إنه لم يكن عندي دواء إلا #الغم فلم أقدر أن أجلب إليك الغم إلا بهذه العلة ، فأذاب شحم الكلي فأجازه وأحسن إليه.