فاتح البلاد التي تسمى اليوم بالجمهوريات الإسلامية التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي سابقاً
قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين، فاتح البلاد التي تسمى اليوم بالجمهوريات الإسلامية التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي سابقاً، وقُتل سنة 96 هـ، وعمره 48 عاماً.
أبوه من أصحاب مصعب بن الزبير والي العراق من قبل أخيه عبدالله بن الزبير، وقاتل معه في حربه ضد عبدالملك بن مروان سنة 72ه - 692م
ولد قتيبة في بيت إمارة وقيادة سنة 49ه - 669م بالعراق، وتعلم العلم والفقه والقرآن، والفروسية وفنون الحرب، واشترك في الحملات على الجبهة الشرقية للدولة الإسلامية منذ شبابه المبكر، وأبدى شجاعة وموهبة قيادية فذة، لفتت إليه أنظار القائد المهلب بن أبي صفرة،
الذي كان خبيراً في معرفة معادن الرجال، فتنبأ له أنه سيكون من أعظم أبطال الإسلام، فأوصى به للحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق، فلما اختبره في بعض المهام، ولاه مدينة الرَّيِّ، ثم ولاه خراسان، وقد كانت حينها من أعمال العراق وأقام بها 13 سنة.
الحد الفاصل
عندما قام المسلمون بحركة الفتح الإسلامي في الشرق، كان هناك نوعان من الأجناس البشرية في هذه المنطقة، القبائل الساسانية أو الفارسية والقبائل التركية، وكان نهر المرغاب هو الحد الفاصل بينها، ودخلت القبائل الفارسية في الإسلام في عهد الخلفاء الراشدين، أما التركية،
فقد كانت الأكبر عدداً والأوسع انتشاراً، منهم الأتراك الغزية، والأتراك القراخطاي، والأتراك القوقازيون، والأتراك الإيجور، والأتراك البلغار، والأتراك المغول، وكان لفتح قتيبة لهذه البلاد أكبر الأثر في إسلام أمم بأكملها من الأتراك.
ومن ولاية خراسان بدأت رحلة الفتوحات، وكانت هذه الولاية في حاجة لكثير من الجهد إما لاستكمال الفتوحات أو تأمين المناطق التي تم فتحها، حيث لم تكن مستقرة ولم تخضع لسيطرة المسلمين آنذاك. بدأ قتيبة بن مسلم فتوحاته عندما ولاه الحجاج خراسان، وكان المهلب بن أبي صفرة والياً عليها،
وكانت الخطة التي سار عليها هي نفسها الخطة التي سار عليها المهلب، وتعتمد على الضربات السريعة القوية المتلاحقة، فلا يترك لأعدائه وقتاً للتجمع أو التخطيط لرد الهجوم، وامتاز قتيبة عن المهلب بأنه كان يضع لكل حملة خطةبفتح مدن خوارزم وسجستان، وحاصر سمرقند حتى صالحه أهلها على أموال كثيرة، وسار نحو بِيكَنْد وهي آخر مدن بخارى، فأحاطوا به من كل مكان، ثم جمع الجيش وخطبهم وحثهم على القتال، فقاتلوا بضراوة، واستطاعوا فك الحصار، ثم اتجه ناحية الصين
فغزا المدن التي في أطرافها وانتصر عليها، فدانت له بلاد ما وراء النهر كلها حتى وصل إلى أسوار الصين.
استراتيجية
كانت استراتيجية قتيبة بن مسلم في الغزوات هي تقسيم حملاته إلى أربع مراحل، وقد حقق في كل واحدة منها فتحاً كبيراً، ففي المرحلة الأولى استعاد طخارستان السفلى سنة 86 هـ،
وهي الآن جزء من أفغانستان وباكستان، وفي الثانية، أتم فتح بخارى «تقع في أوزبكستان»، وما حولها من القرى والحصون، وكانت أهم مدن بلاد ما وراء النهر وأكثفها سكاناً وأمنعها حصوناً، وفي الثالثة، تمكن من نشر الإسلام وتثبيته في وادي نهر جيحون، وأتم فتح إقليم سجستان، وإقليم خوارزم،
ووصلت فتوحاته إلى مدينة سمرقند في قلب آسيا، وامتدت المرحلة الرابعة والأخيرة بين سنتي 94- 96 هـ، وأتم فيها فتح مدن حوض نهر سيحون، ثم أوغل في أرض الصين، ووصل مدينة كاشغر وجعلها قاعدة إسلامية، وكانت آخر ما وصلت إليه الجيوش الإسلامية في آسيا شرقاً.
الفاتح العظيم
بلغ عظم فتوحات قتيبة مستوى جعل ملك الصين، يرسل الهدايا إلى الفاتح العظيم حتى يدفعه إلى التراجع عن دخول المسلمين الصين، غير أن قتيبة لم يتراجع وراح يخطط لكي ينطلق من فرغانة «إقليم يمتد بين أوزبكستان وطاجكيستان وقرغيزيا» نحو فتح الصين كلها،
إلا أن وفاة الخليفة الوليد بن عبدالملك وتولي سليمان، أطاحت بـ«قتيبة» من منصبه والياً على خراسان ومن قيادة الجيش، ليتوقف عند منطقة كاشغر على الحدود الغربية للإمبراطورية الصينية.قتل «قتيبة بن مسلم» على يد الموالين، لسليمان بن عبدالملك في العام 96 هـ - 715م.
المصادر :
رحلة إلى أوزبكستان.. قلب آسيا النابض بالأعراق والثقافات ، عمار السنجري، البيان الاماراتية.
تاريخ الطبري 8/66، والبداية والنهاية 9/52 والكامل لابن الأثير، 4/104، والأعلام للزركلى، ووفيات الأعيان وانباء أبناء الزمان لابن خلكان، وسير اعلام النبلاء للذهبي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|