عندما اكتب عنك
اجيء متأخرا , لا كمن يشاء , حتى عند لقاء الملائكة اللذين يقفون فوق كتفي , كلما استراحوا , ارقهم الانين , ذلك الذي اخبرني عنه العابرون حنجرتي , تقول لي (....با ...نون .... ) هل مازلت تمارس وحدتك , كم كنت , مدهش في البكاء , فقط حين لا اقوم بتفتيش رسائلي , عند كل مساء اهيء ضمادا للاغاني الحزينه , غالبا ما اسأل كيف اجر الذكريات الى مأواها الاخير , لكني فشلت في اجتثاث الذاكره , الان متعبة من الاختلاف بيننا و تلك هي عيني , لم تعد تنتبه لآذار , ايلولية كلما لاح لها انواء الخريف , وهذه الاوراق المستعرة في وهجها الذهبي , مرهقه , ذاكرتها الخضراء نسغ سرى حبر فوق انحناءات قلبي , وشوم قرمزيه , كمراكب عبرت الغروب البعيد المتلاشي , متأخرا حتى في مصافحة الريح يداي , حتى في ثقوب قلبي البلا شراع , حري به النزف , لكن الوخز تأخر ايضا , الغيم الذي رفع سلمه , بنيت له جسرا من الماء المالح , اقمت له رصيف , يجمع شتات الحنين المثقل بالعتمة و البرد الشفيف والبائس , يا( ...با..نون. )تعصر عيني نداءات الزيزفون , في بحتها المس يديك , اتحسس وجه النهر , فتنبت اغاني حريرية , كخديك بلكنة شمسية اصيل , لكن كيف اخبرك بلغة التوق , غالبا ما اجيء مثقلا باشتعاله . تاركا وجده الوارف يصدح بسناء طافر , الكلمات مبتلة , ممزوجة بتكسرات صدري , تبني الليالي الحدباء اعشاشها في معطفي , اوراق وشمها نايات وتغاريد فقد , يا ...با...نون ...ثمة ضوء خافت , خفي غير بعيد , لم يدنيني منك , لقد انجزت الدهر فامتزجت معه ذوبان فرماد , الوجود الذي فيه رقة الندى , استحال صدى , لكن الخفقان لا زال مدويا , يلكز الغيم , كهزيم فج صدره وحدته , اوه يا ....با ...نون ... لا زلت اراود الامكنه , تلك التي تغشاني بالتناهيد , ان تهبني الامنيات تلك لغة قديمه ويائسه , كانت تترجم الظلمة الى نور وكانت تبتسم ثم ننصهر كالماء بالماء , اجيء متأخرا , وكلما اعجل برثائي بكت لي ملامحي يا ...با... نون ,,,,,,,,,
|