حج بيت الله الحرام هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو واجب مرة واحدة في العمر على كل مسلم بالغ عاقل إذا استطاع إليه سبيلا، أي إذا كانت له القدرة المادية والصحية على أداء هذه الفريضة. دلت الأحاديث الصحيحة على أن من السنة استلام الحجر الأسود والركن اليماني، أما الحجر الأسود فالسنة فيه الاستلام والتقبيل، فإن شق ذك استلمه بيده وقبلها، فإن شق اللمس أشار إليه. روى البخاري ومسلم عن عمر رضي الله عنه قال: (إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي ﷺ يقبلك ما قبلتك). وروى مسلم عن نافع قال: (رأيت ابن عمر استلم الحجر بيده ثم قبل يده، وقال: ما تركته منذ رأيت رسول الله ﷺ يفعله). وروى البخاري عن ابن عباس قال: (طاف رسول الله ﷺ على بعير كلما أتى على الركن أشار إليه بشيء في يده وكبر). وأما الركن اليماني فالسنة فيه الاستلام فقط، دون تقبيل أو إشارة أو تكبير. وروى الإمام أحمد بمسند صحيح عن ابن عمر أن الرسول ﷺ قال: (إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطا). ومن السنة كذلك الدعاء والوقوف عند الملتزم فقد روى أبو داود في سننه عن عبد الرحمن بن صفوان قال: (فرأيت النبي ﷺ قد خرج من الكعبة هو وأصحابه وقد استلموا البيت من الباب إلى الحطيم، وقد صفوا خدودهم على البيت ورسول الله ﷺ وسطهم). والحطيم هو ما بين الركن (الحجر الأسود) والباب وقيل: هو الحجر الأسود وفي هذا دليل على استحباب وضع الخدود على البيت وهو ما بين الركن والباب ويسمى: الملتزم كما روى الطبراني عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال: الملتزم ما بين الركن والباب. قال ابن القيم: وروى البيهقي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: رأيت رسول الله ﷺ يلزق وجهه وصدره بالملتزم. قال ابن القيم والصحيح أن الحطيم هو الحجر نفسه وهو الذي ذكره البخاري في صحيحه واحتج عليه بحديث الإسراء قال بينما أنا نائم في الحطيم وربما قال: في الحجر. ومما يدل على هذه السنة أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه استلم الحجر وأقام بين الركن والباب فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه هكذا وبسطهما بسطا ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ﷺ يفعله. رواه أبو داود.