علماء وعباقرة العرب/2/عباس بن فرناس احد علماء العرب البارزين
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عباس بن فرناس أحد علماء العرب البارزين، يعرفه الصغار من خلال القصص التي رويت لهم عن أول إنسان حلم أن يحلق مثل الطيور في الفضاء، وخاض هذه التجربة العملية بالفعل وعلى الرغم من فشله في الطيران إلا أنه فتح أذهان الكثيرين على فكرة الطيران نفسها، ولكن ليس الطيران فقط هو الذي ميز ابن فرناس فقد كان دارساً وعالماً بالعديد من العلوم.
جاء إلمام ابن فرناس بالعلوم والصناعات والآداب المختلفة ليشكل منه حالة من التميز والإنفراد بين علماء عصره، مما جعل الناس يطلقوا عليه لقب "حكيم الأندلس".
ابن فرناس "الطائر الآدمي" عندما يكون الإنسان في عقلية ابن فرناس فليس من الغريب أن يتطلع ذهنه إلى أشياء لم يتطرق إليها أي من البشر قبل ذلك، ومن أكثر الابتكارات التي أبرزت أسم ابن فرناس وارتبطت به حتى عصرنا هذا هو محاولته الطيران والتحليق في الفضاء مثل الطيور، وفي سبيل ذلك قام بدراسة ثقل الأجسام ومقاومة الهواء لها، وتأثير ضغط الهواء فيها إذا ما حلقت، واطلع على خواص الأجسام، وكان لتبحره في العلوم الطبيعية والرياضة والكيمياء فضل كبير في تمكنه من إجراء دراساته هذه. وبعد أن أكمل ابن فرناس دراساته عمد إلى التجربة العملية فكسا نفسه بالريش الذي اتخذه من شقق الحرير الأبيض لمتانته وقوته، مما يتناسب مع ثقل جسمه، وصنع له جناحين من الحرير أيضاً يحملان جسمه إذا ما حركهما في الفضاء، وتأكد من أن باستطاعته إذا ما حرك هذين الجناحين فإنهما سيحملانه ليطير في الجو، كما تطير الطيور، وبعد أن انتهى ابن فرناس من كافة الاستعدادات جاءت اللحظة الحاسمة وأعلن للناس جميعاً نيته في الطيران وتجمع الناس لرؤيته وهو يحلق. صعد ابن فرناس بعد أن ارتدى آلته التي صنعها فوق مرتفع وحرك جناحيه وقفز في الجو، وطار في الفضاء بالفعل لمسافة بعيدة، ولكنه ما لبث أن سقط وتأذى في ظهره، وعلى الرغم من عدم اكتمال النجاح لمحاولة ابن فرناس إلا أنه لفت نظر العلماء بعد ذلك لإمكانية الطيران، فكان إنسان متفرد وكتبت محاولته هذه في كتب التاريخ كأول محاولة طيران قام بها الإنسان بحث وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي