<b> بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تل الزندان الأثري في العراق
يعد تل الزندان واحداً من أكبر المواقع الأثرية والتاريخية الموجودة في محافظة ديالى؛ حيث يعود تاريخ إنشائه إلى العهد الساساني في الفترة ما بين القرنين الثاني والثالث الميلادي، ويوجد وسط مجموعة من الأراضي الزراعية التي تبعد عن بلدة المقدادية مسافة 12 كم إلى الجنوب، وتحده قرية الشيشان من الشمال وقرية الأسود من الجنوب، وهو عبارة عن بناء ضخم محصن بجدران سميكة مبنية من الطين والصخر وله شكل مستطيل وبابان كبيران، ويحوي في داخله مجموعة من الأنفاق والدهاليز، ويتألف من 16 برجاً يبلغ سمك جدار الواحد منها 19 قدماً، ولكل منها ثلاث فتحات مخصصة للحراسة، وهذا يؤكد الهدف الأساسي من إنشاء البرج وهو صد الهجمات الرومانية. سبب بناء تل الزندان
انتشرت مجموعة من الروايات التي تتعلق بالدافع الحقيقي وراء إنشاء هذا التل؛ حيث يشير بعضها إلى أنه شيد في عهد الساسانيين ليكون مقراً عسكرياً أو قلعة منيعة لصد الهجمات والحروب، بينما يشير بعضها الآخر إلى أنه كان عبارة عن مكان لمملكة، أو مقر عسكري فارسي، وقد ذكرت روايات أخرى أن هذا البناء كان واحداً من أعظم سجون الامبراطورية الساسانية، وقد خصص لعتاة المجرمين الذين كانوا ينفون فيه إلى الأبد ليبقوا خلف القضبان حتى مماتهم، ولذلك فقد أطلق عليه البعض اسم “قصر النهاية”، كما ذكر أيضاً بأن هذا التل قد صمم ليكون منفى لأميرة ساسانية رفضت الزواج من ملك وقبلت الزواج من شاب من عامة الشعب؛ حيث احتجزت فيه لنصف قرن قبل أن تموت. مواصفات تل الزندان
يمتاز هذا البناء بقوته وصلابته، وذلك لوجود مادة بيضاء اللون بين الطابوق وهي أقوى بكثير من الاسمنت، وتنتج عن مزج مادة الجص مع ماء العظام وذلك لما تحتويه العظام من مواد كلسية، وجيلاتينية، وصمغية، وإلى جانب هذا البناء كان يوجد بناء آخر أصغر منه يعتقد بأنه كان مخصصاً لطبخ الطعام، ومن ثم نقله إلى كسرى باليد من جندي إلى آخر، ولكنه في الوقت الحالي غير موجود حيث هدمه الأهالي للاستفادة من الطابوق الذي يعرف بالقوة والمتانة العالية. السياحة في تل الزندان
أعلنت الحكومة العراقية منذ عدة أشهر عن فتح موقع تل الزندان الأثري أمام السياحة لأول مرة في تاريخ المحافظة، وذلك عقب انتهاء عمليات التنقيب الواسعة التي يشهدها الموقع منذ أشهر وإنجاز السياج الخارجي، ومما ساعد على ذلك وجود هذا التل ضمن منطقة ذات تضاريس جغرافية جميلة، الأمر الذي جعله نقطة جذب مهمة لكل من السياحة الداخلية والخارجية.