ها نحن في ختام الشهر بعد أن كانت كل أيامه نَصب عينيك ،
فهل ستصب فيه همتك وتنطلق بعزيمتك لتدرك ما تبقى...
إنك إن أردت الوصول إلى مُراد قَلبك؛ فعليك أن لا تكتفي بالتِّلاوة ،
بَل اجعل السور تُخالِط شِغافَ قَلبِك، ومكمن روحك، وسويداء عينك،
اعتكف بقلبك على مولاك، وسافر إليه واجعل روحك تسيح في رياض التلاوة متدبرا آيات التنزيل..
اجعل من الصَّلاة معراجا لروحك إلى عالم الملكوت ..
سر إليه بكلك..
ليكن شعارك:
*«وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى»*
مالم ، ستجد نفسك فجأة في أخر ليلةٍ مِن رمضان وتندم على تفريطك وتضييعك موسم الغنائم إن كنتَ فعلا تستشعر فضله ..
فمن أخلص وَجدَّ وجدَ.
إن ليلة قدرك هي ليلة عتقك من نار جهنم وربّما تَكون ليلة زوجية لا وترية..
إن الغنائم تقسم في كُل ليلة، والكثير من الصالحين يكتب الله لهم الفوز من أول ليلة،
فلا تنتظر لليلة السابع والعشرين، أو اختيار الأوتار ؛ واللهو والغفلة في بقيتها ،
فها هي الغنائم بين يديك،
عليك السعي ،
وليكن هجيراك:
*" وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ"*
اسقِ غُصن العبادة في قلبك وتعهد رطوبته، وعوض أيامك ، واعلم أنَّك في ميدان سِباق والجنة هي الهدف، فلا تغفل في زمن الرِبح فتخسر..
لو فرطت في ليالي رمضان وأنت منتظر ليلة واحدة أو ليلتين أو ثلاث فقد خسرت شيئا عظيما، وضاع عليك ما هو أثمن من كل لحظات عمرك..
ستخسر ليالي ربما كُنت ستُعتق فيها لو اجتهدت وأقبلت على الله بقلبك..
وإن وقفت بين يدي الله سيشهد عليكَ رمضان قائلًا : وصل فلان وبلغ وتخلّفت أنت .
قُم أخيّ لنُدرك ما تبقّى،
قُل لي باللهِ عليك لماذا تَبحث عن ليلة في رمضان ولا تبحث عن الله في كل ليلة ؟؟
ما هو أعظم من ليلة القدر أن تطلب العتق من النار ،
وذلك متيسر بين يديك في كل ليلة من ليالي رمضان ،
فإن منّ الله عليك بفكاك أسركَ من النار في ليلة من ليالي رمضان فتلك هي ليلة قدرِك..