|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
#1
|
||||||||
|
||||||||
تفسير سورة (المطففين كاملة
تفسير سورة (المطففين كاملة تفسير سورة المطففين من الآية 1 إلى الآية 6: ﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ﴾ أي: عذابٌ شديد للذين يُنقِصون المكيال والميزان، (إذ التطفيف هو التقليل في الميزان)، وهم﴿ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ﴾: يعني إذا اشتروا من الناس شيئاً مَوزونًا أو بمكيال، إذا هم يُوفونَ لأنفسهم (أي يأخذون فوق حقهم)، ﴿ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ ﴾ يعني: وأما إذا كالوا لهم بمكيال أو وزنوا لهم بميزان، إذا هم ﴿ يُخْسِرُونَ ﴾ أي يُنْقصون حقوق الناس، ﴿ أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ ﴾؟!يعني ألاَ يعتقد أولئك المطففون أن الله سيَبعثهم ويُحاسبهم على أعمالهم؟ بلى إنهم سيُبعَثونَ مِن قبورهم﴿ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ أي في يومٍ عظيم الهول (وهو يوم القيامة)﴿ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ يعني: يوم يقوم الناس بين يدي رب العالمين، ليحاسبهم على القليل والكثير. ♦ واعلم أنّ اللام التي في قوله تعالى: (لِيَوْمٍ عَظِيمٍ)، تُسَمَّى لام التوقيت (أي لبداية يوم عظيم). من الآية 7 إلى الآية 17: ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ ﴾: يعني ألاَ إنّ مَصير الفُجَّار - الذي كُتِبَ لهم أن يصيروا إليه يوم القيامة - ﴿ لَفِي سِجِّينٍ ﴾ أي في ضِيقٍ شديد، جزاءً لهم على أعمالهم (ومنها: الظلم ونقص الكيل والميزان)، ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ﴾؟يعني وما أدراك أيها الرسول ما هذا الضيق؟، إنه سِجنٌ مقيم وعذابٌ أليم، وكتابهم﴿ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ﴾ أي: مكتوبٌ بوضوح، يَفهمه صاحبه إذا قرأه يوم القيامة. ♦ وقد قال بعض المفسرين إنّ "سِجِّينٍ" هو اسم كتاب ديوان الشر الذي كُتِبَت فيه أعمال الفجار والشياطين، واللهُ أعلم. ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ﴾ أي: عذابٌ شديد يوم القيامة للمكذبين﴿ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴾ أي الذين يُكَذِّبون بوقوع يوم الجزاء﴿ وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ ﴾ أي ظالم، متجاوز للحد، ﴿ أَثِيمٍ ﴾ أي صاحب الآثام الكثيرة (وأكبر الآثام: الشِرك بالله)، فهو يُفَضِّل الانقياد وراء شهواته على الإيمان بهذا اليوم والاستعداد له، و﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾ يعني إذا قُرِئَتْ آيات القرآن على هذا الظالم، قال: (هذه قصص السابقين وأباطيلهم)، (وهذا مِن جَهله وعِناده، وإلاَّ، فكيف يكون هذا الكتاب المشتمل على الحق والعدل التام، أساطيرَ الأولين؟!)﴿ كَلَّا ﴾: أي ليس الأمر كما زعموا، بل هو كلام الله تعالى، ووَحْيه إلى نَبيّه، ﴿ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ يعني: وإنما الذي حَجَبَ قلوبهم عن قبول الحق: ذنوبهم التي غطت قلوبهم وتراكمت عليها، (وفي هذا تحذير مِن مُواصلة الذنوب وعدم التوبة منها، لأن ذلك قد يؤدي بالعبد إلى أن يُحرَم من التوبة)، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا أخطأ خطيئة: نُكِتَت في قلبه نُكتة سوداء - (والنكتة هي الأثر) -، فإذا هو نَزَعَ - (أي أقلع عن الذنوب ونَزَعَ نفسه عن ارتكاب المعاصي)- واستغفر وتاب: سُقِلَقلبه- (أي تمت تنقيته من ذلك الأثر بسبب توبته وندمه) -، وإنْ عادَ - (أي إلى الذنب مرة أخرى) -: زِيدَ فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذَكَر الله: "كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ") (انظر صحيح سنن الترمذي ج: 5/ 434). ﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾ يعني ألاَ إنهم يوم القيامة لَمَحجوبونَ عن رؤية ربهم، ﴿ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ ﴾ يعني: ثم إنهم لَداخِلو النار ليُعانوا حرها الشديد، ﴿ ثُمَّ يُقَالُ ﴾ لهم - تأنيباً وتحسيراً - وهم يُعَذَّبون: ﴿ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾. ♦ واعلم أنّ حَجْب الكفار عن رؤية الله تعالى في الآخرة دليلٌ على رؤية المؤمنين له في الجنة، لأنه يُفهَم من الآية أنّ غيرهم من أهل الإيمان غير محجوبين، وقد قال تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾، وقال النبي صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم -: (إذا دخل أهلُ الجنةِ الجنةَ، يقول الله تعالى: (تريدون شيئاً أَزِيدُكُم)؟، فيقولون: (ألم تُبَيِّضْ وجوهنا؟ ألم تُدخِلنا الجنة وتُنَجِّنا من النار؟)، فيُكشَفُ الحجاب، فما أُعْطوا شيئاً أحَبّ إليهم من النظر إلى ربهم)، وقال صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحيْن -: (إنكم سَتَرَوْنَ ربكم كما ترون القمر، لا تُضامُون في رؤيته - (أي لا يَصعُب عليكم رؤيته) - فإن استطعتم ألاَّ تُغلَبوا على صلاةٍ قبلَ طلوع الشمس - (وهي الفجر) - وصلاةٍ قبلَ غروب الشمس - (وهي العصر) - فافعلوا(، وفيهذا الحديث تحذيرٌ لكل مَن يُضَيِّع صلاة الفجر والعصر - فيُصَلّي الفجر بعد شروق الشمس، أو يُصَلّي العصر بعد أذان المغرب - مِن أن يُحرَم مِن لذة النظر إلى وجه الله الكريم. من الآية 18 إلى الآية 28: ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ ﴾: يعني ألاَ إن مَصير المتقين - الذي كُتِبَ لهم أن يصيروا إليه - ﴿ لَفِي عِلِّيِّينَ ﴾ أي في الدرجات العالية في الجنة، ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ﴾؟يعني وما أدراك أيها الرسول ما هذه الدرجات العالية؟ إنّ أصحابها في نعيمٍ مقيم لا يستطيعون تخيّله، وإنّ كتابهم﴿ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ﴾ أي: مكتوبٌ بوضوح، يَفهمه صاحبه إذا قرأه يوم القيامة ﴿ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ﴾ أي يَطَّلِع عليه المُقَرَّبون من ملائكة كل سماء. ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾: يعني إن أهل الصدق والطاعة لَفي الجنة يتنعمون، وإنهم يَجلسونَ مُتكئينَ﴿ عَلَى الْأَرَائِكِ ﴾ (والأرائك جمع أرِيكة، وهي السرير المُزَيّن بالستائر الجميلة) ﴿ يَنْظُرُونَ ﴾ بإعجابٍ وانبهار إلى ما أعطاهم الله من أصناف النعيم (وأعظم ذلك النعيم: التلذذ بالنظر إلى وجه الله الكريم)، ﴿ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ﴾ يعني: ترى في وجوههم بهجة النعيم، ﴿ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ ﴾ أي يُسْقَون مِن خَمرٍ صافية، ﴿ مَخْتُومٍ ﴾ يعني: إناؤها مُحكم الغَلق، لم يَمَسّه أحدٌ قبلهم، ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ ﴾ يعني في آخر ذلك الشراب تفوح رائحة مِسك، ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ يعني: (وفي تحصيل ذلك النعيم: فليتسابق المتسابقون بكثرة الطاعات وإتقانها، والبُعد عن المعاصي وأسبابها)، ﴿ وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ﴾ يعني: وهذا الشراب مَمزوج ومَخلوط من عين عالية في الجنة تُعْرَف بـ "تسنيم"، ليزداد شرابهم بها لذة، ﴿ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ﴾يعني: وهي عينٌ قد أُعِدَّت ليَشرب منها المُقَرَّبون، ويتلذذوا بها. من الآية 29 إلى الآية 36: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ ﴾: يعني إنّ المجرمين كانوا في الدنيا يستهزئون بالمؤمنين ويضحكون منهم، ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ﴾ (سُخريةً بهم)، ﴿ وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ ﴾ يعني: وإذا رجع المجرمون إلى أهلهم تَفَكَّهوا معهم بالسخرية من المؤمنين، ﴿ وَإِذَا رَأَوْهُمْ ﴾ يعني: وإذا رأى هؤلاء الكفار أصحابَ محمد صلى الله عليه وسلم مُتَّبعينَ للهدى: ﴿ قَالُوا ﴾ - فيما بينهم -: ﴿ إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ ﴾: يعني إن هؤلاء لفي ضلالٍ بسبب اتِّباعهم محمدًا، ﴿ وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ ﴾ يعني: وما بَعَثَ اللهُ هؤلاء المجرمين مُراقبينَ على أعمال المؤمنين حتى يَحكموا عليهابالضلال!، ﴿ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴾ يعني: فيوم القيامة يَسخر المؤمنون من الكفار، كما سَخِرَ الكفار منهم في الدنيا، وهم﴿ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ﴾ يعني: على المجالس الفاخرة ينظرون إلى أعدائهم في النار، ثم قال تعالى: ﴿ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾؟يعني هل جُوزِيَ الكفار جزاءً موافقاً لِمَا كانوا يفعلونه في الدنيا من الشرور والمعاصي؟ (والجواب: نعم).
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أجمل قراءات الشيخ المحيسني سورة الفرقان كاملة | نزف القلم | صوتيات أحاسيس الأسلاميه | 10 | 23-Nov-2024 11:41 AM |
سورة الكهف كاملة للشيخ محمد ايوب | نور الإيمان | صوتيات أحاسيس الأسلاميه | 32 | 24-Nov-2023 05:17 PM |
سورة النساء كاملة بصوت الشيخ أحمد العجمي | عشق | صوتيات أحاسيس الأسلاميه | 11 | 15-Sep-2023 01:34 AM |
عبد الباسط عبد الصمد سورة آل عمران تجويد كاملة | غَيْم..! | صوتيات أحاسيس الأسلاميه | 16 | 29-Jul-2023 09:00 PM |
لاول مرة سورة المطففين بصوت القارئ رعد محمد الکردي | غَيْم..! | صوتيات أحاسيس الأسلاميه | 19 | 29-Jul-2023 09:00 PM |