معنى قوله تعالى: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]:
قال العلامة السعدي رحمه الله في "تفسيره" (ص86): ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام، فقال:
﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾، فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى؛ لأنَّ فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه.
فمما اشتمل عليه من التقوى:
أن الصائم يترك ما حرَّم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها،
التي تميل إليها نفسه، متقربًا بذلك إلى الله، راجيًا بتركها، ثوابه، فهذا من التقوى.
ومنها: أن الصائم يُدرِّب نفسه على مراقبة الله تعالى،
فيترك ما تهوى نفسُه، مع قدرته عليه، لعلمه باطِّلاع الله عليه.
ومنها: أن الصيام يُضيِّق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم،
فبالصيام يَضْعُفُ نُفُوذُه، وتقل منه المعاصي.
ومنها: أن الصائم في الغالب، تكثُر طاعتُه،
والطاعات من خصال التقوى.
ومنها: أن الغني إذا ذاق ألَمَ الجوع،
أوجب له ذلك، مواساة الفقراء المعدمين،
وهذا من خصال التقوى؛ اهـ.
وقد سبق بعض كلامٍ لأهل العلم،
في (الحكمة الأولى من شرعية الصيام)،
والله المستعان.