كل الناس في القرى يبذلون جهودهم لكي يهبوا إلى والديهم الأموات شيئا من الخير بواسطة مقرئ يقرأ في بيوتهم القرآن ويهب ثواب القراءة إلى أمواتهم، أو بقراءة الفاتحة لهم، ويعتقدون
كل الناس في القرى يبذلون جهودهم لكي يهبوا إلى والديهم الأموات شيئا من الخير
بواسطة مقرئ يقرأ في بيوتهم القرآن ويهب ثواب القراءة إلى أمواتهم،
أو بقراءة الفاتحة لهم،
ويعتقدون أن ثواب هذه القراءة ستعود على الأموات بالغفران والرحمات.
وقد أوشكنا أن نمتنع عن ذلك؛
لما أخبرنا أحد العلماء المقيمين في القرى أن هذا العمل جهل
فما الحكم الشرعي في هذا الأمر؟
المفتى : حسن المأمون
إن هذه المسألة خلافية
، والمتفق عليه أنه لم يرد عن أحد من السلف أنه قرأ القرآن وأهدى ثوابه إلى الميت.
وأما المتأخرون فقد اختلفوا: فمنهم من أجازه، ومنهم من منعه.
فقد جاء في تنقيح الحامدية لابن عابدين ما نصه:
«واختلفوا في وصول ثواب قراءة القرآن إذا قال القارئ:
اللهم أوصل ثواب ما قرأته إلى فلان. قال بعضهم: لا يصل إليه؛
لأنه ما هو من سعي الميت والإنسان ليس له إلا ما سعى.
وقال بعضهم: يصل. وهو المختار».
وقد روى صاحب الفتح عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل
فقال السائل: يا رسول الله إنا نتصدق عن موتانا، ونحج عنهم، وندعو لهم. هل يصل ذلك إليهم؟
قال: «نعم، إنه ليصل إليهم وإنهم ليفرحون به كما يفرح أحدكم بالطبق يهدى إليه». اهـ.
وأما قوله تعالى: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى[٣٩]﴾ [النجم: 39].
فهو مقيد بما إذا لم يهد ثواب عمله للغير كما حققه صاحب الفتح.
وأصل مذهب المالكية: كراهة قراءة القرآن للميت.
وقال الإمام ابن رشد:
«محل الخلاف ما لم تخرج القراءة مخرج الدعاء بأن يقول قبل قراءته:
اللهم أوصل ثواب ما أقرأه لفلان.
فإن خرجت مخرج الدعاء كان الثواب لفلان قولا واحدا، وجاز من غير خلاف».
وذهب الحنابلة إلى وصول ثواب جميع العبادات والقربات إلى الميت
وانتفاعه بها إذا جعل ثوابها إليه.
وذهب الشافعية في المشهور إلى وصول ثواب القربات إلى الميت،
ما عدا العبادات البدنية المحضة كالصلاة والصوم وتلاوة القرآن والذكر.
وذهب المتأخرون منهم إلى وصول ثواب ذلك إلى الميت،
ويتصل بهذه المسألة الدعاء للميت.
وقد نقل ابن عابدين إجماع العلماء على أن الدعاء للأموات ينفعهم؛ لقوله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾ [الحشر: 10].
ولقوله عليه السلام: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَهْلِ الْبَقِيعِ». وقوله: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا».
وقد شرعت الصلاة على الميت وهي دعاء له، كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه:
«إِذَا مَاتَ المرء انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ، أَوْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ».
الله يعطيك العاافيه
وباارك الله فيك وفي طرحك الطيب
كتب الله لك الاجر واجزل لك العطاء
وجعل ماتطرحينه في ميزان حسناتك
واسعدك ووفقك اينما كنت
كل الود وكوني بخير