يقول الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر الراحل عن أصحاب الوجوه البيضاء يوم القيامة، بأن بين سبحانه حالهم وحسن عاقبتهم فقال: وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ ببركة إيمانهم وعملهم الصالح فَفِي رَحْمَة اللَّهِ أى ففي جنته.
وفي التعبير عن الجنة بالرحمة إشعار بأن دخولها إنما هو بمحض فضل الله تعالى فهو سبحانه المالك لكل شيء، والخالق لكل شيء.
وقوله هُمْ فِيها خالِدُونَ بيان لما خصهم الله تعالى من خلود في هذا النعيم الذي لا يحد بحد، ولا يرسم برسم، ولا تبلغ العقول مداه. أى هم في الرحمة باقون دائمون.
ووصف سبحانه وتعالى الذين ابيضت وجوههم بأنهم خالدون في رحمته، ولم يصف الذين اسودت وجوههم بالخلود في العذاب للتصريح في غير هذا الموضع بخلودهم في هذا العذاب وللإشعار بأن باب رحمته مفتوح أمام هؤلاء الضالين فعليهم أن يثوبوا إلى رشدهم، وأن يقلعوا عن الكفر إلى الإيمان والعمل الصالح حتى ينجوا من عذاب الله وسخطه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.