تلك الآلام :
نحن من ينحت لها تماثيل البقاء ،
ليكون الخنوع لها وتقديم طقوس
الولاء بين يديها ، ونحن عاكفون
عند عتباتها نجر قربان الطاعة لها !.
لهذا وبهذا :
يدوم الألم بدوام الانقياد الذي يكون
خلافه رفع راية التمرد والعصيان ،
اللذان يستوجبان قطع الأنفاس
والأعناق !
هذا :
حال من أسلم سعادته لسجان
اليأس والأوهام ، وأوصد على نفسه
باب الشقاء ، وألقى مفتاح الأمل والتفاؤل
بعيدا ليعيش في لجج الأحزان .
والأمر :
لا يحتاج في أصله منا غير نفض غبار
الأحداث عن ظهر واقعنا ، والنظر إلى
حاضرنا وحالنا نظرة المستيقن أنها
لا تعدو أن تكون العقبة التي تعقبها
حياة الهناء .
وقفة :
" علينا أن ندرك أن لدينا هذا الدين
الذي في طياته إكسير السعادة الذي
فيه معنى الحياة " ،
السعادة :
لن تجد لها طريق ووجود
لا في مال ، أو منصب ، أو رحلات ،
أو جمال ، أو شهرة ، أو زوجة وولد !
لأن السعادة :
في هذه الحياة آنية الحضور ،
سرعان ما تظهر و تثور ، وبنفس
سرعتها تأفل و تغور !
وإذا :
كانت هنالك سعادة حقيقية
بمعناها الصادق ستجدها في
قلب وروح القريب من الله ،
حين تنعكس عليه لتخرجه
من دوامة الضيق و الحزن الخانق .
الإستقامة :
" هي الحاضنة وبيت السكينة ،
وكهف الطمأنية في حياة تتناهشها
مخالب الأحزان الطويلة " ،
نبحث :
عن السعادة والطرق التي تجمعنا بها ،
ونسقط من حسابنا أنها ليست سقط متاع ،
أو أنها تكتسب من هذا وذاك !
لأنها :
موجودة بين أظهرنا
وتحيط بنا ،
وقد :
تطرق أبوابنا وهي متنكرة !
ومع هذا لا نفتح لها الباب
فتذهب حاسرة !
لأن :
الانشغال بظاهر الأمور تحول بيننا وبين
ما يجول في الخفاء من تصاريف القضاء ،
وما يحمله خير للعباد قد تتقاصر به الخطى ،
حتى يصلنا ولكن يبقى الوصول إلينا
ولو في آخر المطاف .
في :
بعض الأحيان قد تهرب منا السعادة
حين نستحضر بعض المفقود في حياتنا ،
قد يكون للحظ والرزق نصيب منه ،
ونتجاهل الموجود الذي قدره الله لنا
في اللوح المحفوظ .