عندما كنتُ كبيرا - شادي حلاق - منتديات أحاسيس الليل

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ إعلانات احاسيس الليل ) ~
 
   

فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى


الإهداءات


العودة   منتديات أحاسيس الليل > |[ :: المنتدى الأدبي :: ]| > احاسيس الخواطر والنثر المنقول

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 27-Jun-2021, 08:39 PM
سليدا غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 24
 تاريخ التسجيل : Jun 2021
 فترة الأقامة : 1240 يوم
 أخر زيارة : 04-Sep-2021 (01:30 PM)
 العمر : 31
 المشاركات : 5,236 [ + ]
 التقييم : 56602
 معدل التقييم : سليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond reputeسليدا has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي عندما كنتُ كبيرا - شادي حلاق




عندما كنتُ كبيرا - شادي حلاق
سارَ بينَ السمعِ حيناً و البصرْ

لامسَ النورَ بلطفٍ فانكسرْ

بعدَ أنْ أطفأتُ نفسي صرتُ ثلجاً

عندما لامسَ أنفاسي استعرْ

يا رغيف الخبز مازلتَ صغيراً

كيف كيف الآن حاصرتَ البشرْ ؟!

*

عندما قُدِّسَ عطرُ الخبزِ

أهملنا الدماءْ

فَتَرى أنَّهُ صارَ اليومَ في كلِّ رغيفٍ

دَمُ أو روحُ شهيدْ

عندما قدْ قطَّعتْ كفّي رغيفَ الخبزِ

ثارتْ فيهِ أصواتُ البكاءْ

و تأملتُ بنورِ العينِ كفّي

فوجدتُ القلبَ فيهِ . . و الوريدْ !

*

نَخلعُ الأقدامَ ، و الدنيا سفرْ

يهلكُ الجسمُ ، ولا يبقى أثرْ

بينَ نفسي و مرايايَ زمانٌ

قَتَلَ الأشواقَ ، و الدربَ قَبَرْ

و أتيتُ ـ اليومَ ـ مرآتي أراني

فأتى جسمي ، و روحي ما حَضرْ

*

جسدي الأولُ والحُرُّ يغيبْ

غابَ عنهُ النيلُ ،

و الضادُ تخلّى عن لساني

و فلسطينُ منَ الكفّينِ سالتْ

فسرابُ الجسمِ في ظلّي وحيدْ

كنَّستْ نفسي . . يدايْ

و أنا لملمتُ بعضي

و مشيتُ الخطوةَ الأولى ببطءٍ

فتساقطتُ ـ هنا ـ

خلفَ خُطايْ

و مشى ظلّي وحيداً

باحثاً في الدربِ عن جسمٍ جديدْ :

سالَ من بينِ مساماتِ الجهاتِ

فارتمى فوقَ متاهاتِ الوجودْ

و أنا ما بينَ مرآتي و نفسي

صرتُ أمشي

سرتُ في صمتِ الفراغِ ..

باحثاً عنْ ثغرِ نارٍ خمِّرَ البركانُ فيهِ

و انفجاراتُ الشعورْ

و أنا قدْ جئتُ منْ تربةِ أجداديْ

و منْ ماءِ الطفولةْ

تائهاً في الركضِ

معجوناً بوحلِ البحثِ عنْ خيطِ البطولةْ ـ

كتبوها .. رسموها

علقوها خلفَ أبوابِ النساءْ

ثمَّ قالوا :

أظهروا ـ هَيّا ـ الرّجولة ْ .

جئتُ منْ صمتٍ طويلٍ

منْ خلايا الوقتِ منْ صمتِ السكونِ

منْ مسارِ الروح حولَ القلبِ ,

منْ صَبرِ الصَّبُورْ

و اتخذتُ القبرَ بيتاً

و جعلتُ الوقتَ نعشي

و حملتُ الأرضَ إنساناً على جفني و رمشي

و بكفَّيَّ العصورْ

و تكوَّرتُ .. و سرتُ

و بديلَ الأرضِ أصبحتُ أدورْ

هاجرتْ منِّي صفاتي عندما جاعتْ .. و غابتْ

و حواسي عَسْعَسَتْ حتى تلاشتْ

بينَ أوهامِ الأثيرْ

*

رُبَّ جوعانٍ , على الله ، عَثرْ

فأتاهُ الكفرُ خُبزاً فكفرْ

علَّمتني هذهِ الدنيا دروساً


عندما قدْ كنتُ في سنِّ الكِبرْ

فأرى ما خلفَ جدرانِ الجهاتِ

و امتلكتُ الآنَ أحكامَ النظَرْ

أيها الإنسانُ لا تبقَ عجولاً

وانظرِ الرسماتِ منْ خلْفِ الصُّوَرْ

إن أتاكَ الصوتُ كالرعدِ تريَّثْ

ليسَ ليثاً كلُّ منْ فيكَ زَأرْ

وإذا شاهدت ثغرا صامتا لا

تعجلِ الحكم فتدعوه افتقرْ

إنَّ في الصمت براكينَ كلامٍ

تختفي فيها ملايين الفِكَرْ

*

ظلَّ ظلي في طريقِ الوعدِ يمشي

و ارتدى جسمَ المقاتلْ

فانحنى الدربُ لهُ خوفاً و رُعباْ

و الّذي كانَ أمامَ الظّلِ رأساً

صارَ كعباْ

كانَ ظلّي قبلَ أنْ سافرَ منْ جسمي سكوناً

فجأةً كالريحِ هبَّاْ

إنَ منْ يسعَ إلى الحقّ انتصرْ

نالَ آمالا و وَعداً مَنْ صبرْ

قدْ تعلمتُ بأنَّ الـ كانَ غيماً

سوفَ يغدو الآنَ لا بدَّ مطرْ

و إذا لم أجد النورَ بأرضي

أغزُلُ الأنوارَ منْ ضوء ِالقمرْ

و إذا كانتْ دروبي حُفَراً

فالغايةُ الكبرى تكونُ .. في الحُفَرْ

هذهِ الدنيا اتزانٌ ـ كلَّما تعلو

جبالٌ ، دربُها منها انحَدَرْ

لمْ يزلْ ظلّي يقاتلْ

و أنا ما زلتُ أمشي

باحثاً عنّي وما زلتُ أناضلْ

و نظرتُ الآنَ في المرآةِ حزناً

إنما قدْ غابَ نصفي

وفتحتُ اليومَ كفّي

فإذا القدسُ تفاصيلُ العظامِ

و الفلسطينيُّ جِلدَ الكفِّ ما زالَ

و جولانُ الأناملْ

و رأيتُ الظلَّ فيهم و رآني

و إليه قدْ دعاني

فارتديتُ الظلَّ ظلّي و ارتداني

و وجدتُ الآنَ كُلّي

علَّمتني هذهِ الدنيا الكثيرا

عندما كنتُ كبيرا



فاكتملتُ اليومَ ... أصبحتُ صغيرا

و اعتراني

لستُ أدري ما اعتراني

إنما ألبسني ثوبَ الحياةْ ـ

لولبياًّ طارَ منْ عينيَّ مَرْ

زرعَ الروحَ ، وفي جسمي استقرْ

قبلهُ كنتُ أسيراً بيَن نفسي

و زماني ، فجأةً أصبحتُ حُرْ

قالَ زدْ علمكَ علماً ، فوقَ عِلْمِ

الناسِ .. علمُ اللهِ هذا المنتَصِرْ

اقشعرَّ الآنَ جسمي و وريدي

و كستْ عظميَ موسيقى حجرْ

عندها قلتُ لهُ ، و الصوتُ يدوي ، :

منْ تكونُ ..؟!

قالَ: إنّي ؛ و انفجرْ .




رد مع اقتباس
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عندما تزورني اغدا القاك •₪• خوآطر وهوآجيس قلم •₪• 13 11-Dec-2023 10:16 PM
هكذا كنتُ أربتُ على كتفي أفنان •₪• خوآطر وهوآجيس قلم •₪• 10 11-Dec-2023 10:14 PM
عندما يعطش الماء ..! البارونه •₪• زاوية حرة •₪• 13 11-Dec-2023 09:31 PM
عندما كبرت البارونه •₪• زاوية حرة •₪• 9 11-Dec-2023 09:31 PM
عندما اكتب عنك عقل ال عياش •₪• خوآطر وهوآجيس قلم •₪• 9 15-Nov-2023 05:59 PM


الساعة الآن 11:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009