أمراض القلوب الخفية - منتديات أحاسيس الليل

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ إعلانات احاسيس الليل ) ~
 
   

فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى


الإهداءات


العودة   منتديات أحاسيس الليل > |[ :: القسم الأسلامي:: ]| > نفحات ايمانيه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 29-Nov-2023, 08:49 PM
شمس متواجد حالياً
Iraq     Female
لوني المفضل Burlywood
 رقم العضوية : 181
 تاريخ التسجيل : Oct 2021
 فترة الأقامة : 1114 يوم
 أخر زيارة : 17-Oct-2024 (12:18 AM)
 المشاركات : 4,312 [ + ]
 التقييم : 21425
 معدل التقييم : شمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أمراض القلوب الخفية



الحمد لله الذ ي يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه وسلّم تسليمًا كثيرًا..

أمّا بعد:
فاتقوا الله عباد الله.. ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾[1].

أيها الإخوة:
إن الاستقامة في الظاهر وعمل الجوارح من أجلّ وأعظم الطاعات، ولكن لا يمكن أن تستقيم إلا بعمل الباطن وصلاح القلب واستقامته، القلب الذي هو ملكُ الأعضاء، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ»[2]، وفي التنزيل ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾[3].

ولذا كانت أمراض القلوب الخفيّة كالاستعلاء والكبر ووساوسِ الغرورِ والعُجب والرياءِ وحبِ الظهور، والحسدِ وغيرها تذهبُ فضلَ الصيامِ وثوابَ القيام، بل وتأكلُ الحسناتِ كما تأكلُ النارُ الحطب. فـــــــ «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ»[4]، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم «ثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ»[5]. وقد يعجز الشيطان أيها الأخوة على ابن آدم فيدخل من هذا الباب: باب أمراض القلوب الخفية فيفسد ما تبقى من ود وأخوة ورحمة بين الخلق، قال صلى الله عليه وسلم: «دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمُ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ»[6].

أمراض القلوب الخفية سريعة التسلل إلى النفوس، فإن لم تجد ذِكرًا أو طاعةً تردّها. أعمت قلب صاحبها وأحرقت ما به من هدايات وصفاء إلاّ أن يلطف الله به، قال صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن الرياء: «اتَّقُوا الشِّرْكَ، فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ»[7].

أمراض القلوب الخفية بريد النفاق جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقولون له ائذن لنا ولا تفتنا: ﴿ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي ﴾، فقال الله لهم: ﴿ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ﴾[8]، والذين جاءوا إليه يقولون: ﴿ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ ﴾، قال الله لهم: ﴿ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا ﴾[9].

أيها الإخوة:
إنّ البراءةَ من هذه الخطايا وتطهيرِ القلوبِ من هذه العلل يفضي إلى الوصولِ إلى مرتبةٍ عظمى هي التي أدخلت ذاك الصحابيَ الجليلَ مخموم القلب سليم الصدر الجنة يوم سبرَ عملُه فإذا هو لم يتميز بعمل ولكن تميز بقلبٍ صافٍ وضيءٍ رقراق. ولذا قال النبيُ صلى الله عليه وسلم لأصحابه وقد سألوه يومًا عن أي الناسِ أفضل: «كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ»، قالوا: صدوقُ اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: «هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ» [10]. فانظر كيف أن براءتَه من الإثمِ والبغيِ والحسد أوصلتَهُ إلى رتبةٍ شريفةٍ منيفةٍ، وهي أن يكون أفضلَ الناس. إن الأمرَ الذي ينبغي أن نعيَه هو أننا بأشد الحاجةِ إلى تفقدِ أمراض القلوب الخفية وتصفيتِها، وأن يعلمَ كلُ منا أنه يومَ يدبُ إلى قلبِه شيءُ من أمراض القلوب الخفية فإن معنى ذلك أن النارَ تشتعلُ فيه ويوشكَ أن تُحرقَه بالكامل[11]، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾[12].
أقول قولي هذا وأستغفر الله.

الخطبة الثانية
الحمد لله..
﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ﴾[13].



أيها الإخوة:
إنّ منشأ أمراض القلوب الخفية: الجهل والكبر والهوى، قال ابن القيم – رحمه الله تعالى –: "الفتنة نوعان: فتنة الشبهات وهي أعظم الفتنتين وفتنة الشهوات، وقد يجتمعان للعبد، وقد ينفرد بإحداهما. ففتنة الشبهات من ضعف البصيرة وقلة العلم ولا سيما إذا اقترن بذلك فساد القصد وحصول الهوى. فهنالك الفتنة العظمى، والمصيبة الكبرى، فقل ما شئت في ضلال سيئ القصد، الحاكم عليه الهوى لا الهدى، مع ضعف بصيرته، وقلة علمه بما بعث الله به رسوله، فهو من الذين قال الله فيهم: ﴿ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ﴾[14]}اهـ. [15].



وأمّا الكبر: فقد قال ابن القيم رحمه الله: "القلب يعرض له مرضان عظيمان، إن لم يتداركهما العبد تراميا به إلى التلف ولا بد، وهما الرياء، والكبر، فدواء الرياء بـ ﴿ إياك نعبد ﴾ ودواء الكبر بـ ﴿ إياك نستعين ﴾.

وكثيرا ما كنت أسمع شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: ﴿ إياك نعبد ﴾ تدفع الرياء ﴿ وإياك نستعين ﴾ تدفع الكبرياء.

فإذا عوفي من مرض الرياء بـ ﴿ إياك نعبد ﴾ ومن مرض الكبرياء والعجب بـ ﴿ إياك نستعين ﴾ ومن مرض الضلال والجهل بـ ﴿ اهدنا الصراط المستقيم ﴾ عوفي من أمراضه وأسقامه، ورفل في أثواب العافية، وتمت عليه النعمة، وكان من المنعم عليهم غير المغضوب عليهم وهم أهل فساد القصد، الذين عرفوا الحق وعدلوا عنه والضالين وهم أهل فساد العلم، الذين جهلوا الحق ولم يعرفوه"[16].

فحذار أخي المسلم من أمراض القلوب الخفية، فإنها فرقت الأمم والمجتمعات والأسر، وأودت إلى التهلكات والموبقات في الدنيا والأخرى.



 توقيع : شمس

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القلوب الطيبة كالذهب الحر •₪• زاوية حرة •₪• 27 20-Oct-2024 06:47 PM
عندما تقوم بازاله الشوك وطن عمري •₪• زاوية حرة •₪• 16 20-Oct-2024 06:43 PM
صدى القلوب ..! غَيْم..! •₪• عذب الحروف لـ الشعر المنقول •₪• 24 27-Mar-2024 05:19 PM
محركات القلوب إلى علام الغيوب شمس نفحات ايمانيه 14 23-Nov-2023 09:35 PM
الحذر من الذنوب الخفية ورد نفحات ايمانيه 8 22-Nov-2023 01:44 PM


الساعة الآن 07:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009