شرح حديث أبي هريرة: "حق المسلم: اتباع الجنائز" - منتديات أحاسيس الليل

 ننتظر تسجيلك هـنـا

{ إعلانات احاسيس الليل ) ~
 
   

فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى


الإهداءات


العودة   منتديات أحاسيس الليل > |[ :: القسم الأسلامي:: ]| > قسم الرسول مع حياة الصحابة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 18-Oct-2023, 09:16 AM
شمس متواجد حالياً
Iraq     Female
لوني المفضل Burlywood
 رقم العضوية : 181
 تاريخ التسجيل : Oct 2021
 فترة الأقامة : 1116 يوم
 أخر زيارة : اليوم (12:58 AM)
 المشاركات : 4,312 [ + ]
 التقييم : 21425
 معدل التقييم : شمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond reputeشمس has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي شرح حديث أبي هريرة: "حق المسلم: اتباع الجنائز"



عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((حقُّ المسلم على المسلم خمسٌ: ردُّ السلام، وعيادة المريض، واتِّباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميتُ العاطس))؛ متفق عليه.



وفي رواية لمسلم: ((حقُّ المسلم ستٌّ: إذا لَقِيتَه فسَلِّمْ عليه، وإذا دعاك فأَجِبْه، وإذا استنصحك فانصَحْ له، وإذا عطس فحَمِد الله فشَمِّتْه، وإذا مرض فعُدْه، وإذا مات فاتِّبِعْه)).



قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

أما الحق الثالث فهو: اتباع الجنائز وتشييعها.



فإن من حقِّ المسلم على أخيه أن يَتَّبِعَ جنازته من بيته إلى المصلَّى - سواء في المسجد، أو في مكان آخر - إلى المقبرة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من شهد الجنازة حتى يُصلَّى عليها، فله قيراط، ومن شهدها حتى تُدفَن، فله قيراطان))، قيل: وما القيراطان يا رسول الله؟ قال: ((مِثلُ الجبلينِ العظيمين))، وفي رواية: ((أصغرهما مثل أُحُد))، وهذا فضل عظيم، وأجر كبير.



ولما بلَغَ عبدَ الله بن عمر رضي الله عنهما هذا الحديثُ، قال: لقد فرَّطْنا في قراريطَ كثيرة، ثم صار بعد ذلك لا يرى جنازة إلا تبعها رضي الله عنه؛ لأن هذه غنيمة؛ غنيمة أن يحصِّل الإنسان مثل الجبلين العظيمين في عمل يسيرٍ، هذا الأجر متى يلقاه؟ يلقاه في يوم هو أحوَجُ ما يكون إليه؛ في يوم ليس عنده درهم، ولا دينار، ولا متاع، ولا قَرابة، ولا زوجة تنفعه يوم القيامة، إلا العمل الصالح، فهو إذا تبع الجنازة حتى يُصلَّى عليها، ثم حتى تُدفَن، فله قيراطانِ مثل الجبلين العظيمين، أصغرُهما مثل أُحُد.



وينبغي لمن اتبع الجنازة أن يكون خاشعًا، مفكِّرًا في مآله، يقول لنفسه: يا نفسي، أنتِ مآلُك كمآلِ هذا الذي فوق أعناقنا، عن قريب أو بعيد، وربما يكون عن قريب، ويتذكر هذا الرحيل، يتذكر أن أقرَبَ الناس إليه، وأَولى الناس به، وأَشْفَقَ الناس عليه، مَن يُسلِمه إلى حفرته ويدفنه ويتخلى عنه، وأقرب الناس إليك الذي يحملك إلى مدفنك، ثم ينصرف عنك ويدعك في هذا اللحد وحيدًا بأعمالك، إنْ خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ؛ ولهذا قال العلماء: يُكرَه للإنسان المتبِع للجنازة أن يتحدث في شيء من أمور الدنيا، أو أن يتبسم ويضحك.



وكذلك أيضًا إذا وصلتَ إلى المقبرة، وجلستَ تنتظر دفنها، فينبغي أن تفكِّر في مآلك، وأنك سوف يُنتظر دفنك كما انتُظر دفن هذا الرجل، وإذا كان حولك أناس وحدَّثتْهم بما حدَّث به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، حينما خرج في جنازة رجل من الأنصار، فانتهى إلى القبر ولمَّا يُلحَدْ، فجلس عليه الصلاة والسلام وحوله أصحابه، وفي يده مخصرة - أي عودٌ - ينكت بها الأرض، يعتبر عليه الصلاة والسلام ويفكِّر ويحدِّث أصحابه بما يكون عند الاحتضار وعند الدفن؛ حتى يكون جامعًا بين الموعظة وبين تشييع الجنازة.



ولكن ليست هذه الموعظة كما يفعله بعض إخواننا الآن في بعض المحلات؛ حيث يقوم الرجل خطيبًا يعظ الناس، فإن هذا ليس معروفًا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، ولا عهد أصحابه، لكن لما جلس النبي صلى الله عليه وسلم ينتظر لحد هذا الميت وجلس أصحابه، حدَّثهم حديث المَجالس بما ينفعُهم وبما يناسب.



وكذلك كان عليه الصلاة والسلام حاضرًا دفن إحدى بناته، وكان على شفير القبر وعيناه تدمعان، فقال عليه الصلاة والسلام: ((ما منكم من أحد إلا وقد كُتِب مقعدُه من الجنة، ومقعدُه من النار))، قالوا: يا رسول الله، أفلا نَدَعُ العمل ونتكل على ما كُتِب لنا؟ قال: ((لا، اعمَلوا؛ فكلٌّ ميسَّرٌ لما خُلِق له، أما أهل السعادة فيُيسَّرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فيُيسَّرون لعمل أهل الشقاوة))، ثم قرأ قوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾ [الليل: 5 - 10]، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل السعادة، الذين يُسِّروا لليُسرى وجُنِّبوا العُسرى.



فإذا شرَعوا في الدفن، فينبغي للإنسان أن يُشارِك في الدفن؛ بأن يحثو بيديه ثلاث حثيات ثم ينصرف، وإن شاء شارَكَ إلى انتهاء الدفن، فإذا فرَغوا من دفنه وقف عليه، وإذا كان مطاعًا كالعالِم قال للناس: استغفِروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت؛ فإنه الآن يُسأل؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: ((استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت؛ فإنه الآن يُسأل))، الآن حين فُرِغ من دفنه، وانتهى الناس منه، وسلَّموه لعالَم الآخرة، يأتيه عالم الآخرة؛ يأتيه ملَكانِ يَسألانِه عن ربه ودينه ونبيه، فيجيب المؤمن قائلًا: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيِّي محمد، أسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن يجيب بهذا الجواب.



أما غير المؤمنِ المُرْتابُ الشاكُّ، فيقول: ها ها لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلتُه، يعنى: لم يصل الإيمان إلى قلبه، والعياذ بالله.



فينبغي لك أن تقف بعد انتهاء الدفن وتقول: اللهم اغفِرْ له، اللهم ثبِّتْه، اللهم اغفِرْ له، اللهم ثبِّتْه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا دعا ثلاثًا، فتدعو ثلاثًا ثم تنصرف، ولا حاجة إلى إطالة الوقوف.



وإذا انصرف الناس عن الميت حتى إنه لَيَسمعُ قَرْعَ نِعالِهم وهم ينصرفون عنه، يسمع قرع النعال؛ أي: ضرْبَه بالأرض وهم ينصرفون عنه، جاءه ملَكانِ، فأَجلَساهُ وسألاه عن ربه ودينه ونبيه، ويُجلِسانه في القبر، وإن كان القبر ضيقًا لكنه يجلس، كما أن النائم الآن يرى نفسه أنه قائم، وأنه ماشٍ، وأنه قاعد، وهو ملتحف في فراشة لم يتحرَّك منه؛ لأن أحوال البرزخ أبلَغُ من أحوال الدنيا وأعظَمُ، ففيه أشياء لا تنطبق على أحوال الدنيا، فها هو الميت المؤمن يُفسَح له في قبره مدَّ البصر، والمقبرة كلُّها ليست بشيء، فهي ليست مدَّ البصر، لكن أحوال الآخرة لا تُقاس بأحوال الدنيا، وواجبنا فيما جاء في كتاب الله أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمور الآخرة، أن نقول: سمعْنا وصدَّقْنا، وآمَنَّا، وكلٌّ من عند ربنا، والله على كل شيء قدير.



المصدر: «شرح رياض الصالحين» (2/ 597 - 601)



 توقيع : شمس

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع ما يطرح في منتديات أحاسيس الليل لا يعبر عن رأي الموقع وإنما يعبر عن رأي الكاتب
وإننــے أبرأ نفســے أنا صاحبة الموقع أمامـ الله سبحانه وتعالــے من أــے تعارف بين الشاب والفتاة من خلال أحاسيس الليل
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009