▪︎ إن مشكلة المقارنة في عصرنا باتت أكثر تفشيًا من أي عصر مضى، فقد صارت حياة الكثير من الناس تتفاعل مع المقارنة بشكل لا شعوري، والسبب أننا نعيش العالم المثالي، وهو عالم لا واقع له!
▪︎ وقد كان إنتاج هذه السلبية في العقود السابقة يتم عن طريق صندوق الصور المتحركة أو الدوريات التي توجه كالأفلام والمسلسلات والدعايات، والمجلات المخصصة للمرأة، وكلها كان مؤثرا وجرارا للشباب والشابات بحبال الرغبة والنزوة والشهوة.
▪︎ *ولكن الأمر ازداد خطورة في العقد، والنصف الأخير مع برامج التواصل الاجتماعي التي هيمنت عليها ممارسات تقلّب صباح الشباب ومساءهم بصياغات غير واقعية للجمال والسعادة* من خلال عرض حياة مثالية لشخصية معينة.
▪︎ فمشاهدة تلك المقاطع -وإن كانت قصيرة- تُحدث في قلب وعقل الإنسان الفتي صورًا مثالية، فيندفع في طلب ما لا واقع له، *ويراهن رهانا فاشلا على تحقيق أحلام غير واقعية!*
▪︎ *فتذكر أيها الشاب وأيتها الشابة هذه الآية الكريمة:* (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا) فإنها تنذر وتحذر من أن تتردى إرادتكَ/كِ في وحل المقارنات التي تشعل نار الوساوس في الخواطر.
▪︎ *فقد بات عمل المقارنة اليوم هو تفريغ ما فيك من طاقة دون شحنك،* فهي لا تدلك على حل لمشكلتك، بل تفرض حلا واحدًا فقط هو الاستبدال، وهذا ما ينطبق على المشاكل الزوجية مثلا، فسيرة الخلع في المحاكم أصبحت اليوم مروعة للغاية!
▪︎ *إن المقارنة عين سرابية تلتصق بعين الإنسان،* فتُظهِر الأشياء السرابية في حياته، وتركب به طريقًا لا نهاية لها، *فهذا الهوس يُحدِث نوبات نفسية حادة عند الإنسان وتذوب معها القيم* فتنتهي بـه إلى الحسد والاعتداء على الآخر.
▪︎ *فالويل للشباب الذي سلّم مخيلته لما يسمى بالسوشل ميديا،* وما تنهمر به من صور عن الصديق المثالي، والمعلم المثالي، والبلد المثالي، والبيت المثالي، والزوج والزوجة المثاليين.
▪︎ فكلها صور لو تحرك للحصول عليها فإنه سيضيع طريق التقدم نحوها، وطريق العودة إلى طبيعته ومكانه الذي رخص به في لحظات الغرور بهذه الممارسات الإعلامية.
✒️ الشيخ عبد الجليل البن سعد.
(المصدر: صفحته الرسمية على الانستجرام "قبس").
الإهداءات
21-Jan-2023, 12:48 PM
هوس المقارنة مع الآخرين
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري