|
فـعـآلـيـآت آلـمـنـتـدى | ||||
الإهداءات | |
•₪• حــكي الغــيم •₪• قصصُكُمْ وَرواياتكم ومقالاتكم ومؤلفاتكم الواقعيه والخياليه ( بأقلامكم فقط ) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
جَنَّةُ العُمْرِ وفِرْدَوْسُهُ !
لم يغمض له جفنٌ من الحنين الذي طما طوفانه ، وجافى مَضْجِعَهُ جنباه –كأنه على شجر القتاد يتقلبُ- فاتجه إلى باحة المنزل ، وأطال النظر إلى النجوم والبدر المكتمل ، وعند تباشير الفجر الأولى مضى إلى القرية ، وجال في أنحائها مستعيدًا أيام طفولته ، فعند هذا المنزل الطيني كان يرقب المارة بخوف وخشيةٍ ، ويسلِّمُ على من يمرُّ به وقدمٌ داخل المنزل وقدمٌ في الشارع -ليسهل عليه الفرار إلى الداخل إن اقترب منه أحد- ، وهنا كان يجلس على المطصبة مع أترابه ليتجاذبوا أطراف الحديث ، وتحت الشجرة الضخمة كان يتذرع التفيُّؤَ تحتها من هجير الشمس ، لينظر إلى الصبية التي تلعب أمام منزلها ، وهذا حانوتُ تاجر الحلوى ، الذي يشتري منه مثلجاتٍ ، ويختلسُ –على غفلةٍ منه- قطعة حلوى ، أو لبانٍ ، أو... ، وهذا ، وهذا ... عندما تعالى الضحى مضى إلى الأثلة في طرف القرية ، وطاف حولها قليلًا ، وجال في مغاني صباه ، مستعيدًا ذكراها ، ثم مضى إلى البيت الطيني المقفر من أهله وروَّاده ، ودلف إلى باحته ، وأجال ناظره فيه ، ثم قال : أيها الطللُ العزيزُ : هأنذا أعوجُ عليكَ وحيدًا ، بعدما أوهن المتلونان قوتي ، وأخذا شبابي ، وألانا قناتي ، وأثقلا كاهلي ، ومضيا بأجمل عهد ، وأنقى قلبٍ ، وأرق نسمتين ! ثم اتجه إلى نافذة الغرفة المطلة على الباحة ، ووقف أمامها مليًّا ، يتذكر حينما كان يتحدثُ أسفلها مع سارة ، ويمضيان خلف أخيلتهما وأمانيهما ، وحين يعدو خلفها ، فتهبط من النافذة ، وتتجه إلى الغرفة من جديد لتهبط من النافذة مرة أخرى –ويتبادلان الأدوار إن ضرب ظهرها بكفه- ، ثم قال : هل يبزغ علينا قمر اللقاء ، وتشرق شمس الوصل ، وينجاب ليل النأي ، ويضيء صبح الحب علينا تحت سقفٍ واحدٍ سعيدين أبد الآباد ؟! ثم جلس تحتها ومد يده فوصلت درفتها ، وكان فيما مضى يشعر أنه يهبط من شامخ حين يهبط منها ، ثم نهض ومضى إلى الدرج المؤدي إلى السطح وصعدها ، وأجال ناظره في السطح الصغير الذي كان فيما مضى يشعر بالتعب قبل أن يصل نهايته . اتجه إلى حائطه القصير ، وأطل منه على الأزقة الضيقة ، والبيوت المتلاصقة ، والمزارع المهجورة ، ثم نزل واتجه إلى حوض النخلة الذي كاد يندرس رسمه ، والذي كان يلعب عنده مع سارة ، فيأخذان خوصتين ، أو بسرتين صغيرتين مما سقط من العذوق ويقذفانها في ماء الحوض ، ويحركان الماء بأيديهما لينظرا أيهما تسبق الأخرى ، وأخذ عودًا ، ونكتَ به الأرضَ ، ثم قال : لاتنتظريني على شاطئ البحر كما التقينا بعدما شببنا ، ولا تأتي إلى الأثلة عند النبع في مغنى الصبا ، ولا تنتظري أن تهمي غيوم الحب على حقولنا القاحلة ، ولا تنتظري نورس الوصل أن يرفرف فوقنا مؤذنًا باللقاء ، فما عاد لنا في هذه الفانية لقاء ، ولعل الرحمن الرحيم ادخر لنا اللقاء الأعظم ، والوصل الذي لا يعقبه فراق ، في جنةٍ عرضها السموات والأرض ، أما في هذه الفانية ، فقد مضت أجمل العهود ، وأحلى الليالي ، وأرق نسمتين ، وأمسى قلبي مسرحًا لأظعان الفراق ، وأطلالًا لغربان البين ، ومسرىً لأعاصير النأي ، ولم يبق من الشمس إلا أشعة أصيلها التي لن تلبث حتى تُؤْذِنَ بالأفول ، فإذا أفلت حياتي مع أشعة شمس الغروب ، وأدرج اسمي في سجل الراحلين ، فارقبي الأكف وهي تنزلني إلى جدثي ، وتحثو التراب ، ثم ارفعي أكفَّ الإخلاص ، واسألي اللهَ لي الرحمة والغفران ، فهذا غايةُ ما أرجوهُ ، وآملهُ منكِ ! ثم نهض واتجه إلى الباب ، وهو يقول : الشَّبَابُ جَنَّةُ العُمْرِ ، والصِّبَا فِرْدَوْسُهُ ! |
22-Jul-2021, 06:18 AM | #2 |
|
رد: جَنَّةُ العُمْرِ وفِرْدَوْسُهُ !
ماشاء الله عبدالعزيز
رائع واكثر ربي يسلم يمنااااك ويعطيك العافيه تقييمي والختم والرفع مع الاضاافه |
|
22-Jul-2021, 06:29 AM | #4 |
|
رد: جَنَّةُ العُمْرِ وفِرْدَوْسُهُ !
اخــي/الغاااالي....
من كتبهاا انساان مرهف الحس والشعووور..هذا الجمال الموجود على هذه الصفحة يعد اسطورة حرفية بالغة الرقي...هذا الجمال الموجود على هذه الصفحة يعد أسطورة حرفية بالغة الرقي... كلمات رائعه كروعه القمر...كلمات تحمل الصدق والوفاء والأخلاص .....كلمات تحمل رقة الاحاسيس والمشاعر ....وتحمل نبض الشعور النبيل ... فسلمت وسلم بوح قلبك الندي .......راقني ما قرأت ها هنا .....ننتظر جديدك بكل الشوق والود ...... هنيئاً لي مروري على متصفحك الجميل جئت وذهبت كثيرًا ولم أجد إلاّ مابالأعلى من كلمات في غاية الجمال.. تقديري لقلم وحرف أنت سيده بحجم المدى كنت عمـيق ورائع وبهي... ودي الـعميق لك.. |
|
22-Jul-2021, 09:06 PM | #5 |
|
رد: جَنَّةُ العُمْرِ وفِرْدَوْسُهُ !
ذكرتني بقصيدة لشاعرنا التليسي
يقول فيها ..... سكِّنْ فؤادك ضاعتِ الاحلامُ وتكشفت حُجُبٌ وزال ظلامُ وبقيتَ وحدكَ تستعيدُ مشاهداً من حبها حفلت بها الايامُ كانت هنا ملء المشاعر كُنهها صافٍ تُضاءُ بنوره الافهامُ كانت هنا ملء النواظرِ فتنةً جبارةً ولسحرها أحكامُ كانت هنا ملء المسامع نغمةً دفاقةً ما خانها إلهامُ كانت هنا حِضناً وصدراً حانياً لا الخوف يعرفها ولا الاحجامُ لكأنها بالمرجِ ابنةُ سابحٍ مانالها قيدٌ ولا إلجامُ كانت هنا ملء الدُّنا إشراقها ولها على عرش الفؤادِ مقامُ كانت هنا ياليتها دامت لنا بدوامها فتنٌ لهنَّ عُرامُ نحن نريد منها الوصل وسنقتفي اثرها ونبحث عنها ليل نهار والامل في داخلنا يبعدنا عن الاكفان ههههههه ليس اروع من هذا فلقد اخذتنا الى حدائق وبساتين لا يرويها الا مدادك ولا تعيش الا من اجلك سيدي لكاتبنا الغالي اجمل التحية والتقدير |
|
23-Jul-2021, 04:30 AM | #6 |
مبتدئٌ . |
رد: جَنَّةُ العُمْرِ وفِرْدَوْسُهُ !
أخي العزيز سلطان : وتهطلُ غيثًا يُحيي الحقول القاحلة ، ويبعثُ الحياةَ فيها من جديد (جزيل الشكر ووافر الامتنان) .
|
|
23-Jul-2021, 04:31 AM | #7 |
مبتدئٌ . |
رد: جَنَّةُ العُمْرِ وفِرْدَوْسُهُ !
أهلًا بأخي العزيز الشاعر العذب ساقي الورد : قوافلُ شكرٍ تتلوها قوافلُ شكرٍ لعذبِ مروركَ .
|
|
06-Jul-2023, 07:10 AM | #8 |
|
رد: جَنَّةُ العُمْرِ وفِرْدَوْسُهُ !
صح لسانك..
جميل همسك منتهى الروعة كلماتك الشجية و تعبيرك الراقي طابت ايامك بالفرح.. |
|
|
|