ان الحمدَ لله، نحمدُهُ سبحانه ونستعينُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا من يهدِهِ الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ
ان الحمدَ لله، نحمدُهُ سبحانه ونستعينُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا
من يهدِهِ الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له
وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصبحه
ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
إن خير الحديث كتبُ الله، وخير الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور
محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وكلًّ ضلالة في النار.
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا
رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: ١].
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
عباد الله:
الصوم عبادة عظيمة، والله تكفلَ للصائم أجرُها ففي الحديث: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ))[1].
فعند الكريم سبحانه ثوابه فإذاً ابشر بوافر العطاء، وجزيل الثواب من الكريم المتعال.
والمقصود من الصيام حبس النفس عن ملذاتها وتركها لشهواتها، وابتعادها عن مألوفاتها
قربةً ومحبةً لمرضات ربها، لتستعد لطلب سعادتها في دنياها واُخراها، ويذكر بالصيام الأكباد
الجياع من المساكين، ويضيق مجرى الشيطان، ويحبس قوى الأعضاء من الاسترسال
فيما يضرها في معاشها، وتستبدل السيء بالحسن، فهو لجام المتقين، وجنة المؤمنين
ورياضة الأبرار والصالحين، وهو لرب العالمين من بين سائر أعمال الدين، فإن الصائم
إنما يترك طعامه وشرابه من أجل معبوده، فهو سر بين العبد ومولاه، لا يعلم به سواه.
للصيام تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة ..
والقوى الباطنة، فهو يقوي المناعة، ويخلص الجسم من السموم الضارة، وسيء الأسقام.
فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها، ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات
فهو من أكبر العون على التقوى قال تعالى:ﭐ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ
عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: ١٨٣].
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((والصَّوْمُ جُنَّةٌ)) [2] أي يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات، والجُنَّةُ الوقاية.
وكان هدي الرسول صلى الله عليه وسلم فيه أكمل هديّ، وأعظمه تحصيلاً للمقصود، وأسهله على النفوس.
ولما كان حبس النفوس عن مألوفاتها، وحملها على ترك شهواتها من أصعب الأمور
تأخر فرض صيام شهر رمضان إلى السنة الثانية من الهجرة، وجاء بالتدريج فكان في أول الأمر
بالتخيير بين الصيام والإطعام ثم نسخ بالصيام وبقي الإطعام للشيخ الكبير والمرأة الحامل والمرضع
ورخص للمريض والمسافر الفطر والقضاء.
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم والذكر الحكيم، واستغفر الله العظيم لي
ولكم ولسائر المسلمين إنه هو الغفور الرحيم.
[1] صحيح البخاري (١٩٠٤).
[2] سنن الترمذي (٢٦١٦) وقال عنه حديث حسن.